مُراجعة الأقران مسؤولية وأمانة تقع على عاتق المُراجعين، لهذا عليهم توخي الحذر الشديد في هذه المهمة
يقوم المحرّرون بدعوة المُراجعين أولاً بمطابقة مادة البحث مع أشهر الباحثين في نفس المجال بناءً على رصيدهم العلمي من المقالات المنشورة وإسهاماتهم في المؤتمرات العلمية وكلما زاد رصيدك منهم كلّما ستتلقى دعوات أكثر لمراجعة المقالات. لكن هل عليك قبول هذا الطلب؟
تحكيم المقالات مسؤولية علمية وأخلاقية رفيعة لا يجب الإستهانة والإستهتار في أدائها، كون الباحث يمضي فترات طويلة قد تصل إلى سنين في كتابة مقال واحد. وهذه المسألة تقع على عاتق كل من المحرّرين ومُراجعي الأقران، ولذا عليهم تكريس وقت كافي لهذه المهمة والتعامل مع البحث بصورة تجريدية دون أي تحيّز أو أي نوع من التمييز.
بعد استلام المجلّة طلب النشر يقوم المحرّر بتقييم المقالة سطحياً ومن ثم يحدّد الخبراء الكفؤ لأداء مهمة المراجعة العلمية الدقيقة ويرسل طلبات مساعدة في هذه العملية مرفقة مع خلاصة البحث وعندها لدى المُحكّم حرية الاختيار بين قبول الطلب أو رفضه.
هي أية وجهات نظر، أفكار، تجارب سابقة قد تؤدي إلى تحكيم غير منصف للمقالة (إيجابي أو سلبي) وهي غالباً أمور مرتبطة بالجنسية أو الجنس أو العمر أو الخلفية الأكاديمية أو الزمالة أو حتى موضوع البحث بذاته (كأن يكون البحث مخالفاً لمعتقداتك الدينية مثلاً).
عندما تواجهك أي حالة من الحالات السابقة عليك إطلاع المحرّر والإنسحاب من أداء المهمة مباشرةً.
إذا كنت تعتقد أنك لا تستطيع تسليم تقريرك قبل الموعد المعيّن فعليك رفض الطلب من البداية. إن إرسال المُراجعة بتوقيت متأخر يؤثر على الناشر والمؤلّف ويدعوهم للإحباط. لاتنسى أن المُراجعة كالبحث والنشر هي إسهام علمي هام للمجتمع ولذا فإن الوقت عامل هام جداً فيها. في حال استحالة إنجاز المراجعة بالتوقيت المحدد قم بالرفض سريعاً كي يقوم المحرّر بالبحث عن مُراجع آخر سريعاً، والكثير من الخبراء يقوم باقتراح أسماء خبراء آخرين قادرين على إنجاز المهمة على أكمل وجه.
يجب أن تكون صادقاً مع المحرّر في هذا الأمر. إذا كان البحث بعيداّ عن مجال خبرتك فيجب عليك الرفض مباشرةً. أما في حال وجود جزء صغير من الموضوع لا تستطيع تحكيمه (مثلاً ليس لديك الخبرة الكافية حول النهج الذي اتبعه في حل جزء من المسألة أو جمع البيانات لكي تحكم على دقته وصحته) عندها تقوم بمُراجعة الأجزاء التي تتقنها وتُطلع المُحرّر على الأمر وتتأكد أن المراجعين الآخرين قد غطّوا هذا الجزء من البحث.
سرّية المقالة أمر هام جداً ولا يجب أن يطّلع أي أحد على موضوعها أو وجودها حتى. لأن السرّية هي الصمّام الأول والأهم لتجنب السرقة الأدبية والإحتيال (مثل نشر المقالة واستخدام بياناتها قبل النشر في مجلّة أخرى). في حال أردت التشاور حول المقالة مع زميل أو أحد طلابك وهو أمر رائج جداً عليك أخذ اذن من المحرّر أولاً والتأكيد على زميلك أو طالبك على الحفاظ على السرّية التامة للموضوع لأن سرقة محتوى مقال يعدّ كارثة للمؤلف خصوصاً عند بذله سنين في هذا البحث. في حال تمت السرقة أو تكررت ستنعدم الثقة في المجتمع البحثي ولهذا الأمر نتائج كارثية لا يمكن التنبؤ بها.
كما يقول المثل الشهير عامل كما تحب أن تعامل. بالطبع هذا لا يعني عدم توجيه انتقادات للباحث ولكن تقديمها بطريقة منصفة و لطيفة و ودودة ومهذبة. يجب أن تتأكد قبل قبول البحث؛ هل أنا قادر على أن أكون منصفاً في مُراجعتي، هل أنا المُراجع المناسب لهذا الموضوع؟ إذا كانت لديك أي شكوك في هذا الأمر عليك إطلاع المحرر والإعتذار عن العمل واقتراح شخص تراه مناسباً أكثر للمراجعة.