لا تستطيع الحكم على مضمون الكتاب بسهولة، إلا أنه وبقراءة بضع صفحات تستطيع اتخاذ القرار بالمتابعة أو لا وهذا يعتمد على كيفية تحرير الكتاب فهو العامل الأهم في شد انتباه القرّاء ودفعهم للمتابعة.
ناهيك عن المحتوى العلمي أو الأدبي الذي يحتويه الكتاب والذي هو شرط في تدوين أي كتاب كون الكتاب قائم على النص الموجود فيه، إلا أن تحرير الكتاب أمر يغفل عنه الكثيرين لاسيما في زمننا الحالي في ابتعادنا عن الكتب والورقيات واعتمادنا بشكل أكثر على الكتب الالكترونية والأوراق الرقمية، بحيث كلما كانت جودة وحرفية تحرير الكتاب أعلى، كلما ازدادت جذابيته وسهولة قراءته، مما سيجعل القراء متلهّفين أكثر على المضي في قراءته والوصول إلى نهايته بشكل أسرع.
إن التحرير أو التعديل هي عملية اختيار وإعداد المنتجات المكتوبة والمرئية والبصرية والمسموعة والوسائط المختلفة لنقل المعلومات. خلال عملية التحرير من الممكن أن نحتاج تصحيحاً، تلخيصاً، إعادة ترتيب أو تعديلات مختلفة أخرى بهدف الحصول على كتاب متماسك ومتسق ودقيق وكامل. إن الشخص الذي يقوم بتحرير النصوص المختلفة يدعى محرراً
إن التحرير، هو بث الحياة في المؤلفة الموجودة، إلا أن التحرير لا يحصل على الأهمية التي يستحقها في الأدبيات الإعلامية في بلادنا كما أنه لم ينل ما يستحق من الاهتمام بين الكتّاب والمؤلفين، وذلك بسبب عدم انتباههم أو علمهم بأنه بالإضافة للمحتوى الغني والقوي، فإن تزيين المؤلفة بالأمثال الأدبية ونزع منوّمات العقل من الكلمات الزائدة تعد من العوامل المؤثرة جداً في جذابية الكتاب وسلاسته وهي من أهم الأسباب التي تجعل القارئ يتسمّر في مكانه لقراءة الكتاب.
في الواقع، يجب على المحرر أن يبث الحياة في الكتابة، وبث الحياة عمل لا يقدر على إنجازه أي شخص. لذلك يجب أن يكون المحرر كاتباً جيداً وفي نفس الوقت يكون ملماً بفن التحرير حتى يتمكن من بث هذه الحياة في الكتاب.
من صفات المحرر الجيد أن يكون قارئاً متبحراً وذو إلمام كبير بالكثير من العلوم المعرفية في مختلف المجالات؛ على سبيل المثال وعند الحاجة لتحرير النصوص الدينية يجب أن يستقي المحرر شيئاً من بحر هذه العلوم بمختلف المجالات كما يجب أن يكون مطلعاً على أغلب التورايخ المفصلية التي أثرت فيها.
إن الفرق بين الكاتب والمحرر يظهر في النقطة التالية وهي أن المؤلف الذي يكتب عن الفلسفة ليس مضطراً أن يكون ضليعاً بالعلوم غير الفلسفية، ولكن بالتأكيد من الأفضل أن يكون ذو ثقافة عامة جيدة، لأنه قلّما نجد نصّاً منحصراً بموضوع صغير محدد دون التطرّق لموضوع آخر. أما محرر النص الفلسفي يجب عليه أن يعرف بعض الاصطلاحات في المجالات الأخرى المتداخلة مع الفلسفة كالاصطلاحات الدينية كون هذين الموضوعين متداخلين بشدة وذلك كي لا يخلط بين اصطلاحات العلوم المختلفة؛ ذلك لأن بعض الكلمات تحتمل معاني متعددة وحسب الموضوع يمكن للمحرر أن يعرف المعنى المقصود من الكلمة.
يجب على الشخص الذي يريد استخدام حتى كلمة واحدة بسيطة ككلمة ثقافة أو تعديلها أو استخراج مضاف ومضاف إليه أو صفة وموصوف منها، يجب أن يعرف أن للثقافة استخدامات متعددة في كل مجال من مجالات المعرفة. وهذا الأمر يبرهن لنا أن التحرير أهم وأعلى شأناً من الكتابة والتأليف بالمطلق.
إن المحرر الجيد يجب أن يكون كاتباً جيداً أيضاً.
يجب أن تكون معلوماته الأدبية واسعة وعميقة.
يجب أن يكون لديه معرفة لغوية ويدرك ويفهم النص التشعّبي.
يجب أن يمتلك ثقافة عامة في مختلف المجالات المعرفية.
يجب أن يكون المحرر قارئاً نهماً.
يجب أن يكون المحرر كاتباً مختصاً في المجال المطلوب على الأقل ولديه معلومات جيدة في المجالات القريبة من موضوع البحث.
على الرغم من أهمية التحرير (الأدبي) في عملية نشر الكتاب، فإنه للأسف لا يحصل على الأهمية التي تنبغي له، حيث يفضل العديد من الناشرين، بحجة خفض تكلفة الكتاب على العميل، توكيل جميع خطوات إعداد الكتاب (باستثناء التنضيد) على المؤلف/ المترجم.
تعد الحاجة إلى محرر وكاتب نصوص وقارئ عينة لأي نص مكتوب أو مترجم ليتم نشره ككتاب أو مقالة أمراً ضرورياً قبل التنضيد. كل ترجمة ومهما كان المترجم محترفاً لا بد أن يتم تحريرها. المحرر (الأدبي) أو المدقق الجيد هو الشخص الذي لا يسمح لمحتوى النص أن يؤثر على جودة عمله، أي لا ينشغل بمضمون النص عن عمله الأصلي، أي على خلاف المترجم والمؤلف اللذان يهتمان بتقديم محتوى ومضمون صحيح بغض النظر عن اللغة.
لذا يستطيع المحرر الفطن أو حاد النظر أن يتعرف على الأخطاء (خصوصاً الإملائية) من القراءة الأولى للنص ويقوم بتعديلها كلياً. على سبيل المثال في حال كتب المؤلف كلمة غظ بدلاً من غض يصعب على غير المحرر الانتباه لهذا الخطأ، أو مثلاً كلمة بينا ونبيا أو مثلاً الاستخدام الخاطئ لعلامات التنقيط أي الأخطاء غير المرئية على هذه الشاكلة تحتاج بالمجمل إلى دقة شديدة وعين ثاقبة معتادة على التقاط الأخطاء لتعقبها وإصلاحها وهذا ما يصعب على المؤلف والمترجم القيام به، وذلك لأنه هو من كتب النص فهو تلقائياً سيقرأ الكلمة بشكل صحيح لأن عقله الذي يقرأ أكثر من عيناه، أما المحرر الخبرة فإنه عندما يتأمل النص قليلاً سيتمكّن من ضبط الأخطاء والقيام بكافة التعديلات المطلوبة وتنضيد النص بأفضل صورة.
يجب ألا ننسى أن من يكتب النص أو يترجمه سيقرأ الآخرون نصه في غيابه. لذا يجب أن يعلم المؤلف أو المترجم أن النص الذي دونه يجب أن يكون سهل الفهم وغير متعب في القراءة. لهذا يجب أن يقرأ هذا الكتاب خبير متخصص قبل نشره كي يتمكن من تغييره بطريقة تسمح للقارئ (بالطبع لدى القارئ معلومات كافية حول الموضوع) فهم النص من المرة الأولى ولا يُضطر إلى العودة إليه مرة أخرى، وعندها نكون أنجزنا مهمة التحرير بالشكل المطلوب والصحيح.
في حال لم يتم تحرير الكتاب بشكل صحيح ودقيق وكان غير مفهوماً، عندها بالتأكيد وفي مكان ما من الكتاب سيقوم القارئ بترك قراءته ولن يبقى له أي رغبة بالاستمرار في القراءة. يجب أن يتم تحرير جميع الكتب قبل طباعتها ونشرها حتماً. جميع المخطوطات اليدوية والمؤلفات الأدبية الناتجة عن اهتمام المؤلف وذوقه الرفيع والتي ألفها بشكل لاشعوري، بالإضافة إلى المؤلفات العلمية وحتى في حالة تحويل رسالة الدكتوراه إلى كتاب وقبل نشره وكي تصبح جميعهل كتباً جذابة ومشوقة وممتعة ومطابقة للمعايير المطلوبة لا بد من تحريرها أولاً، كي لا نخسر الوقت الثمين والجهد المضني وربما النقود التي صرفناها في تدوين هذا الكتاب، حيث يزداد الأمر سوءاً عندما يكون هذا الكتاب كتاباً علمياً.
تحرير الكتاب والتدقيق اللغوي ومعظم الخدمات اللغوية الأخرى تعتمد على عدة عوامل في تحديد سعرها وهي على الشكل التالي:
تعداد الكلمات: إن أهم عامل لتحديد رسوم تحرير كتاب هو حجم الكتاب وتعداد كلماته فكلما ازداد عدد الكلمات ازدادت رسوم التحرير.
سرعة التنفيذ: قد يكون المؤلف على عجلة من أمره في تحرير الكاتب وفي هذه الحالة توفر مراكز التحرير المعتمدة خدمات بوقت قياسي لقاء إضافة على رسوم التحرير العادية.
جودة التحرير: لضمان جودة لا مثيل لها تتعاقد مراكز خدمات التحرير مع ناطقين أصليين من جميع التخصصات للقيام بتحرير الكتاب بالشكل الأمثل كي يناسب القارئ العالمي، كما أنها تمتلك كادر من الموظفين المتقنين للغة الانجليزية ممن هم قادرون على تحرير الملف بشكل ممتاز وباختيارك تحرير الملف من ناطق أصلي ستزداد رسوم التحرير بعض الشيء بالتأكيد.
التخصص: كما ذكرنا سابقاً أن على المحرر إتقان المصطلحات الموجودة في هذا التخصص إلى جانب إطلاعه على التخصصات القريبة من نص الكتاب وهذا الأمر لا يتحقق مالم يكن المحرر من خرجي هذا لتخصص، لذا تقوم مراكز التحرير بتوظيف عدد كبير من المحررين من التخصصات المختلفة كي تضمن إنجاز مهمة التحرير بأفضل صورة ممكنة.
اللغة: كما نعلم أن الانجليزية في يومنا هذا هي اللغة الأولى عالمياً، كما أن الكثير من المناهج الدراسية حول العالم تدرس بهذه اللغة، لذلك يوجد عدد كبير من متقنيها ممن يمتلكون القدرة على تحرير الكتب الانجليزية، إلا أنه في حال كان كتابك بالألمانية أو الروسية مثلاً، فتصبح الخيارات محدودة وهنا بالطبع ستزاد كلفة التحرير لعدم وفرة المحررين في هذه اللغات.
إيماناً من حاجتها للزبون وكسباً لثقته، تقوم مراكز التحرير المعتبرة بتقديم ضمان مرفق مع أي من الخدمات اللغوية التي ستطلبها منها، وبذلك يضمن المؤلف خلوّ كتابه أو بحثه من أي خطأ تحريري، كما ان هذا الضمان أو الكفالة يعني إمكانية القيام بأي تعديل مجاناً دون أي مقابل في حال وجود أي خطأ، وبذلك لن يبقى لدى المؤلف أي شكوك تساوره حول نجاعة ومصداقية هذه المراكز والنتائج التي سيحصل عليها.
بالنظر إلى ما عرضناه على القارئ العزيز. أصبح جليّاً أن على الكُتّاب والمترجمين والباحثين القديرين تحرير أعمالهم القيّمة ومؤلفاتهم الثمينة قبل نشرها لتقديمها بشكل جذاب وتشجع القارئ على قراءة الكتاب بعناية ودقة وحتى النهاية، دون أي تململ أو تأفأف من كثرة الأخطاء التي تمحي قيمة الكتاب العلمية عندما تزيد عن حدها المعقول. ومن أجل راحة البال وتوفير الوقت في إنجاز هذا العمل تقدم مراكز الخدمات البحثية والتحريرية خدمة تحرير الكتب والأبحاث معتمدةً على كادر مميز من الموظفين القادرين على إنجاز العمل المطلوب منهم بأفضل صورة ممكنة وبالسرعة المطلوبة.
مركز الأبحاث والمنشورات العلمية الأوروبي
مركز ESRPC لديه خبرة طويلة في تبديل رسائل التخرج إلى كتب، ترجمة الكتب، طباعة ونشر الكتب، وقبول ونشر الأبحاث، لديه فريق عمل من ذوي الخبرة والكفاءة في قسم التحرير من الذين لديهم إتقان كاف وكامل لجميع التقنيات والفنون اللازمة للقيام بتحرير الكتاب بالصورة الأمثل. نقدم في مركزنا خدمات التحرير الأدبي للكتب والمقالات والكتب المترجمة والكتب المستخرجة من الأطروحات والكتب العلمية في أقصر وقت ممكن وبأقل تكلفة.
بالطبع، لأن تحرير النص بشكل صحيح ومتقن سيكون عاملاً رئيسياً في سلاسة النص وسهولة قراءته وبالتالي سيتمتع القارئ أثناء القراء دون أي شعور بالملل أو الضجر بسبب ركاكة اللغة أو كثرة الأخطاء اللغوية.
لا، مهما كنت مبدعاً ومتأكداً من سلامة النص اللغوية، من الطبيعي أن تهفو عن بعض الأخطاء البسيطة كونك ستتفاعل مع محتوى النص أكثر من ظاهره الخارجي لأنك أنت من كتبته، لذا دائماً ما ينصح بالاستعانة بمدقق لغوي ثقة أو مركز مختص لإنجاز المهمة على أكمل وجه.
لا، على الرغم من أهمية عملية تحرير الكتاب فهي اللمسة الأخيرة والهامة جداً في تدوين الكتاب، إلا أنها غير مكلفة كثيراً كون المحرر الخبير لا يستغرق وقتاً طويلاً في إنجازها، لذا فهي تستحق قيمتها بجدارة نظراً لأهميتها في انتشار الكتاب ومحبوبيته.
إن تحرير الكتب مهمة صعبة بعض الشيء ولا يتقنها سوى قلة قليلة من المؤلفين، وعادة ما يتطلب تحرير كتاب بالشكل الأمثل وجود محرر مختص في نفس موضوع الكتاب ومتقناً للغة المكتوبة كلغته الأم.
في حال كان الكتاب يحتوي على عدد كبير من الأخطاء وحتى في حال ثراء الكتاب بالمعلومات سيؤدي هذا الأمر إلى قلة قرّاءه وعدم انتشاره كما يطمح المؤلف، لذلك قبل نشر الكتاب يجب التأكد من متانة لغته وسلاستها وانعدام الأخطاء النحوية فيه كي يحقق النتائج المرجوة منه.