سنتعرّف في هذا المقال على أهمية نشر الأبحاث العلمية والمكاسب التي يحصل عليها الباحث بعد نشره لمقالته في إحدى لمجلّات العلمية
يمكن القول إن جذور تدوين المقالات العلمية ونشرها يعود للعام 1665م حين طرح أحد أفراد الأسرة الملكية الفكرة وكان الهدف منها إنشاء سجل حكومي بالإسهامات العلمية للأفراد وتشجيع العلماء على مخاطبة بعضهم البعض مباشرةً. بتسجيل هذه الإكتشافات ونيل أصحابها براءات الإختراع تنتشر المعرفة والعلوم بشكل أكبر بدلاً من أن تبقى سرّية كما كان البعض ولا يزال يرغب بالحفاظ على سرّيتها لدواعٍ خاصة به. منذ ذلك الوقت قامت الأسرة الملكية بخلق جو من التنافس بين العلماء في نشر المعلومات العلمية لأول مرّة واستمرّ هذا الحافز إلى يومنا هذا من خلال المجلّات العلمية. فاليوم تتنوّع المجلّات العلمية وتتفوق بعضها من حيث المكانة العلمية وأهمية الأبحاث المنتشرة وطاقم التحكيم الموجود في المجلّة وكلّما كانت المجلّة التي تنشر فيها ذات مكانة علمية أعلى كلّما ذاع صيتك بين العلماء وأصبحت موضع ثقة واحترام لدى الجميع.
تهدف البيانات العلمية إلى زيادة المعلومات العلمية ومشاركتها في المجتمع البحثي للإستفادة منها في المجالات البحثية والعملية مجدداً بالإضافة إلى أنها تشير إلى الجهد الذي بذله الشخص في تحضير هذه المعلومات وإجراء الأبحاث ونشرها. من الممكن نشر البيانات العلمية في المجالات المختلفة من العلوم الطبيعية والطبية والإجتماعية والتقنية وغيرها ونقصد بالمعلومات أو البيانات جميع أنواع التحليلات للبيانات الضخمة أو الصغيرة والمقالات بكافّة أنواعها والمشاهدات وحتى طرق ومناهج البحث المختلفة ومن الممكن أن يتم إجراء هذه البحوث على مستوى بلد بأكمله، قارّة بأكملها، أو مدرسة أو حتى ضمن مختبر صغير.
سكوبس هي أضخم قاعدة بيانات تنشر المقالات والخلاصات والإقتباسات العلمية تمتلك قاعدة البيانات هذه أربع تصنيفات لترتيب المقالات تستطيع الإطلاع عليها هنا وللتعرف أكثر على مجلّات سكوبس تستطيع مراجعة هذا المقال. أما ISI فهي مؤسسة قديمة أسسها أوجين غارفيلد في عام 1956م لفهرسة المقالات والإقتباسات والمستندات العلمية بشكل عام ومعايير النشر في هذه المجلّات ليست بالسّهلة أبداً بسبب المعايير الصارمة التي تتخذها لقبول المقالات للتعرّف أكثر على مجلّات ISI يمكنك الضغط هنا. دون أي مبالغة فإن مقالات ISI هي أهم مقالات موجود عالمياً وبالمرتبة الثانية تأتي سكوبس التي تحتوي على معظم المقالات المسجلة في ISI بالإضافة إلى عدد كبير آخر من المقالات وهذا يدل أن فرصة النشر في سكوبس أعلى من فرصة النشر في ISI.
1. كسب الإحترام:
عندما كنا صغاراً كنّا نتابهى بحفظ جدول الضرب ولكن الكلام لم يكن يكفي فكنّا بحاجة وجود شخص يختبرنا ليثبت قدراتنا. فالآن وكعالم أو باحث لا تستطيع أن تفخر في أي انجاز مالم توثّقه لهذا يسعى الباحثون بشكل مستمر للنشر في أرقى المجلّات العالمية ومجلات ISI و Scopus هي أهم المجلّات الموجوة في وقتنا الحالي في معظم الإختصاصات. ونشر أي مقال فيها يعني تسجيل اسمك ضمن قائمة مبدعي العالم والمساهمين الرئيسيين في مسيرة التطور العلمي التي يقودها علماء وعباقرة الكرة الأرضية.
2. الحصول على تمويل
عندما تصبح معروفاً بين العلماء سيتابع الكثيرين أبحاثك وخصوصاً المهتمّين في مجال بحثك وبعض الأحيان قد يكون بحثك مهمّاً جدّاً للبشرية إلا أنك تحتاج تمويلاً لإجراءه بسبب تكاليفه الباهظة فكثير من الأوقات قد يكون البحث ميدانياً وربّما تحتاج للسفر من مكان لآخر ولا تستطيع تحمّل تكاليف السفر وإجراء المقابلات. أحياناً تحتاج إجراء اختبارات على عينات ثمينة من المعادن مثلاً ولا تستطيع أيضا شرائها أو من الممكن أنك تبحث حول موضوع تاريخي يجبرك على الإطلاع على بعض القطع الأثرية الموجودة بالمتاحف والتي تسمّى بالمصادر الأولية في أدبيات البحث العلمي فأنت بحاجة إلى رخصة من إدارة المتحف أو من الحكومة في حال كان المتحف حكومياً ولن تستطيع الحصول عليها في حال كنت باحثاً مغموراً لا ينشر أبحاه أو أنه ينشرها في مجلّات الصف الثاني أو الثالث.
كيف نتحقق من أهمية الورقة البحثية من عدمها؟
3. الحصول على منحة دراسية
إن الهدف الرئيسي لدى طلّاب الماجستير خصيصاً في كتابتهم للمقالات هو الحصول على منحة دراسية من إحدى الجامعات العريقة في أوروبا أو الولايات المتّحدة حيث أن نشر مقالة قوية في مجلّات ISI أو سكوبس كفيلُ بحصولك على هذه المنحة وذلك لأن المنافسة في هذه المجلّات قوية جدّاً وكطالب ماجستير استطعت تحقيق هذا الإنجاز فهذا يدل على تفوقك العلمي ويدلّ أنك ستحظى بمستقبل باهر مليء بالنجاحات العلمية والبحثية على وجه الخصوص.
4. تأمين وظيفة بمراكز الأبحاث
بحسب وجهة نظري العمل في هذا المجال يتطلّب كثيراً من الجد والعمل ولا يناسب هذا العمل الجميع. لذا تقوم مراكز الابحاث بانتقاء أعضائها بدقة وحذر شديدين فالعمل هناك يتطلّب نوعاً خاصاً من الأشخاص المؤمنين بأهمية الأبحاث ودورها في خدمة البشرية ويحتاج شخصاً لديه حس الفضول بالتعرّف على المجهول واستكشافه وتفسيره أو حل مشكلته لذا فنشر بعض الأبحاث التي أنجزتها بمفردك يدل أنك كفؤ وأهل لهذه الوظيفة.
5. الحصول على وظيفة في الهيئة التدريسية لإحدى الجامعات:
الكثير من الجامعات ترغب في تحسين كادرها التدريسي والحصول على خدمات أهم الباحثين العالميين فبمجرّد انضمامهم إليها سوف يرتفع ترتيب هذه الجامعة عالمياً فإحدى أهم المعايير لتطور الجامعات وتفوق جامعة على أخرى هي عدد الأبحاث المنتشرة باسم الجامعة في قواعد البيانات العالمية وخاصةً المسجّلة في ISI و سكوبس.
6. العوائد المادّية
الكثير من الأبحاث والتي تؤدي في النهاية إلى اختراعات قد تجني من ورائها أموالاً طائلة فالكثير من الجهات وخاصة الحكومية تطرح مشاكل مستعصية في بعض الاحيان وتعرض مبلغاً نقدياً ضخماً لمن يستطيع حل هذه المعضلات . بشكل عام عندما تعمل في أحد المراكز البحثية سيكون البحث ونشر المقالات مهنتك ولذا ستكسب قوت يومك منه.
7. المكاسب المعنوية
ناهيك عن جميع المكاسب المادية التي ذكرناها فإن نشر الأبحاث العلمية هو خدمة للبشرية ومساهمة حقيقية لحل المشكلات المستعصية كالأمراض التي تفتك بالشرية دون أي حلول وكما نقول في اللغة العربية "زكاة العلم نشره".
فمالفائدة من مجموعة من الابحاث في مكتبتك لا يستطيع احد الإطلاع عليها والإستفادة منها. يجب أن يمتلك كل منا حس بالمسؤولية يدفعنا إلى نشر أبحاثنا أو أي معلومة قد تساعد على حل مشكلة ما أو تساعد في تجنّب خطر ما.