الكثير من الباحثين يقعون في فخ الخلط بين هذين القسمين من المقال. لذا تعرّف في هذا المقال على كل منهما على حدى قبل البدء بكتابة ورقتك البحثية
يمكننا القول هو أصعب جزء في المقال العلمي لأنه يتطلّب التفكير مليّاً بالبحث الذي أنجزته والنتائج التي حصلت عليها ودلالاتها في الواقع. المناقشة المؤثّرة هي التي تستطيع توضيح معنى البحث وأهميته للقارئ.
قسم المناقشة بالكامل هو جواب على السؤال التالي: ماذا تعني النتائج؟
يجب أن يُكتب قسم المناقشة بعد قسم الأساليب والطرق مباشرةً وقبل الخاتمة. يجب أن يرتبط بسؤال المقدّمة مباشرةً ويشرح بالتفصيل النتائج ودلالاتها فهو يعد كمقال مراجعة لكن للورقة البحثية الخاصة بك. كي تستطيع جذب انتباه القارئ لمناقشتك يجب أن تحتوي المناقشة على المعلومات التالية:
لا يجب أن تحتوي المناقشة أي من الأقسام التالية:
تستطيع من خلال الطرق التالية جعل قسم المناقشة الخاص بمقالتك مؤثراً ومثيراً للإهتمام ومرتبطاً أيضاً. أكثر الدوريات العلمية توصي بترتيب النتائج تنازلياً أي من الأكثر الأهمية للأقل أهمية. هذا التصنيف يضمن لك أن القارئ على اطلاع بأهم النتائج التي حصلت عليها في دراستك وهكذا ستكون النتائج الأكثر أهمية الأكثر لفتاً للنظر أيضاً.
مثال توضيحي عن كيفية ترتيب النتائج:
تصوّر أنك أجريت بحثاً حول تقييم فعّالية الدعامات في المرضى الذين يعانون من انسداد شرايين جزئي. واستنتجت في بحثك أنه على الرغم أن هذا هو العلاج الأول الذي يتلقّاه المرضى إلا أنه غير فعّال بالنسبة لهم. من جهة أخرى تكتشف خلال بحثك أن المرضى الذين يتلقّون هذا العلاج هم أكثر عرضة للإصابة بالربو مقارنةً مع المرضى الذين لا يتلقّون هذا النوع من العلاج. في هذه الحالة أي من الجمل ستختار لتبدأ بها المناقشة؟؟
في حال اخترت الجملة الاولى فأنت على حق. إذا أصابتك الحيرة بينهم فعليك الرجوع للمقدمة ورؤية سؤال البحث فجواب سؤال البحث هو الجواب الأكثر أهمية.
***من الضروري جداً وضع إطار حول معنى النتائج والاكتشافات التي حصلت عليها في البحث. ماذا كان رأي البحوث السابقة، هل تتوافق آراؤهم مع رأيك؟ هل نتائجك هي إضافات وتفصيل أكبر للنتائج السابقة أو أنها تختلف معهم بشكل كبير؟
في مثال الدعامات السابق، بفرض أن الأبحاث السابقة خلُصت إلى أن الدعامات فعّالة جداً في علاج انسداد الشرايين الجزئي، عليك عندها أن تستكشف سبب الاختلاف بينكما. هل منهجيتك تختلف عنهم؟ هل كان مجال دراستك أوسع من دراستهم؟ هل كانت الأبحاث السابقة مقيّدة أو محدودة ببعض العوائق والقيود والتي استطعت تجاوزها؟ هل من الممكن أن دراستك خاطئة بسبب بعض الصعوبات التي واجهتك؟ بجب أن يسرد قسم المناقشة قصة مترابطة لجمهور القرّاء.
في النهاية إياك أن تعرض أي فكرة أو بيانات جديدة في هذا القسم ولا تخمّن أو تتبحّر في الإستنتاجات او الإسقاطات المحتملة لدراستك في المستقبل. في المقابل حبّذا لو تعرض بعض التفاسير البديلة الممكنة لنتائجك في هنا.
العديد من المؤلّفين يخلطون بين المعلومات التي يجب عرضها في قسم المناقشة مع المعلومات الواجب عرضها في الخاتمة. هناك طريقة سهلة تجعلك تتفادى هذ الأمر وذلك باعتبار الخاتمة هي ملخّص لجميع ما تم تناوله في البحث. في الخاتمة عليك تذكير القارئ بما تحدّثت عنه في الأقسام السابقة. يجب على خاتمتك أن تحتوي على:
لا يجب على الخاتمة أن:
خاتمة جيدة لمثال الدعامات الذي ذكرناه سابقاً ستكون كالتالي:
في هذه الدراسة، اختبرنا فعّالية وضع الدعامات. قارنّا المرضى بانسداد الشرايين الذين تم وضع الدعامات لهم مع المرضى الذين لم يتلقّوا هذا العلاج وبعد الإختبار الطبي الذي دام لستة سنوات على 19800 مريض في مدينة دمشق، خلصت تحليلاتنا الإحصائية إلى أن الدعامات لم تكن أفضل من العلاجات غير الطبّية كالحمية الغذائية والرياضة. على الرغم من أنَّ الدراسات السابقة أشارت إلى أن الدعامات حسّنت من الوضع الصحي للمرضى، إلا أن دراستنا كانت تشمل رقعة أوسع بكثير من المرضى مقارنةً مع الدراسات السابقة. من الممكن أيضاً أن تتغير النتائج في حال تم اختبار المرضى لفترة طويلة تمتد من 10 إلى 15 سنة. يجب على الأبحاث المستقبلية أن تُحقّق في تأثير وضع الدعامات على فترة زمنية طويلة ( 5سنوات أو أكثر). على أية حال فإن دراستنا تنصح الاطباء بإعادة النظر في العلاج باستخدام الدعامات كحلّ أولي لمشكلة انسداد الشرايين بما أن طرق العلاج غير الجراحية لها نفس التاثيرات الإيجابية على صحّة المريض.