الإجابة على أسئلة وطلبات المُراجعين هي آخر الصعوبات التي تواجه المؤلفين. دعونا نتعرف على الطريقة المثالية للرد عليهم
بعد إرسال الورقة البحثية إلى المجلّة المطلوبة على الباحث الإنتظار لفترة طويلة نسبياً تقطع فيها الورقة عدة مراحل من التدقيق والفحص ومن ثمّ يأتي رد المجلّة بالقبول، بالرّفض أو ضرورة التعديل أو القبول مباشرة (أمر نادر الحدوث). في حال طلب منك المُحرّر ومراجع الأقران إجراء العديد من التعديلات ماذا عليك فعله وماهي الطريقة المناسبة للرد على جميع الملاحظات؟
إن المحرّرين بطبعهم متطلّبين جداّ وأول ما يلفت نظرهم هو رسالة الرد ومظهرها الخارجي إضافة إلى تنسيقها وترتيبها.
مثال: العنوان (الاسم أو رقم المقالة: الإجابة المفصّلة على طلبات المُحرّر والمُراجعين)
المقدمة (انظر في الأسفل)
المُراجع الأول
تعليق المُراجع الأول باللون الأزرق
ردّك على تساؤلاته أو طلباته باللون الأسود
وهكذا..
المُراجع الثاني
تعليق المراجع الثاني باللون الأزرق
ردك عليه باللون الأسود
تلخيص النص (انظر في الأسفل)
يقوم البعض أيضاً بإضافة جداول تحتوي على مُلخّص مراجعاتهم كما يلي:
داخل الجدول: العمود الأول يحتوي على ملخّص لملاحظات المراجع . العمود الثاني يحتوي على شرح موجز لإجاباتك. العمود الثالث الصفحة والسطر التي تم التعديل فيها. هكذا يستطيع المُراجع بسهولة تفقّد كامل التعديلات التي طلبها سابقاً وتقييمها. وكل سطر في الجدول يحتوي على إحدى الملاحظات وتقسيم جميع الأسطر مطابق لما ذُكر في السابق.
مثال: أشكركم جميعاً على تعليقاتكم البنّاءة في هذه الجولة الثانية من المُراجعة. لقد زودتني مراجعاتكم برؤى جديدة وقيّمة حول موضوعي وطريقة معالجته كي يبدو بأفضل صورة. فيما يلي سأبدأ بشرح جميع التعديلات التي طلبتوها منّي بأحسن صورة ممكنة.
في بعض الحالات يقوم المُراجع بالتأكيد على بعض النقاط دون غيرها وفي هذه الحالة من المُستحسن الإشارة إليها في المقدمة كأبرز التعديلات التي أُجريت على الورقة البحثية (تستطيع القيام بهذا حتى وإن لم يطلبه المحرر أو المُراجع منك فبالطبع هدفك الأول والأخير كسب المُحرّر والمراجع إلى طرفك والطريقة الوحيدة هنا هي تحسين صورة بحثك وردودك قدر المستطاع).
مثال: النسخة المُراجعة أقصر بكثير، لقد ذكرتُ المخاوف التي لدى المراجع الأول وأزلت القسم المرتبط بالإيكولوجيا السياسية وأضفت مواد تجريبية جديدة كما طلب مني المُراجع الثاني. وقد جعلت قسم النقاش أطول من خلال إضافة بعض التفاصيل الجديدة حول البحث كما طلبت مني.
إياك أن تتجاهل تعليقات المُراجع. ولا تكتب ردّاً عليه بأن التعديل المذكور تمت مراجعته في المقالة إذا لم تكن متأكداً أنك أجريت التعديل بالفعل.
لا تتجنب ملاحظات المراجعين. لا تكتب في رسالتك أنه تم التعديل في النسخة الجديدة من المقالة دون وصف التعديلات بدقة. قدّم تلخيص موجز عن كيفية معالجتك لأي مسألة وإذا شعرت بالضرورة فاذكر السطر الذي تم التعديل عليه في النسخة الجديدة أو انسخ التعديلات وأعد كتابتها في رسالة الرد.
ليس كافياً القول أنه تم اجراء التعديل في السطر الفلاني. عليك شرح ذلك بدقة بطريقة بحثية تحليلية مفصلة. كلّما كانت إجابتك أفضل كلّما أثرت على المُحرر والمراجعين وأقنعتهم أنك فهمت جميع نقاطهم وأنك كاتب متمكّن من كتاباتك (كطالب دكتوراه في جلسة دفاعه). كلّما تهرّبت من الإنتقادات أو أنك غير مطّلع على ماقدّمت بشكل دقيق فهذا سيزيد شكوكهم أنك لا تفهم عليهم أو أنك لم تقوم بالتعديلات المطلوبة. سيقوم عندها بقراءة المقالة المُعدّلة وفي حال كان وجه التشابه بينها وبين الأولى كبيراً جدأ أي أنك قمت بتعديلات جزئية بسيطة لم تشمل جميع النقاط التي ذكرها المحرّر والمُراجع فعندها هناك احتمال كبير بتلقّيك رسالة رفض للمقالة كلّياً.
إذا لم تفهم ملاحظة من ملاحظاتهم فلا تتردد بالسؤال فالمُراجعين جميعهم هم من الباحثين أيضاً ومن الممكن ألا يُعبّروا عن رأيهم بشكل واضح جداً أو أنهم أخطأوا في فهمك لأن بحثك جديد نسبياً بالنسبة لهم. اطلب منهن بشكل مهذب المزيد من التوضيحات كي لا تسيء فهمهم وتقع في أخطاء جديدة أنت بغنىً عنها.
اشرح لهم لماذا لم تفهم، لكن في حال كانت ملاحظة المُراجع واضحة ومفهومة ولم تستطع فهمها عندها سيشعر المُراجع أنك غير مؤهّل لكتابة ورقة بحثية بعد. عند استفسارك عن نقطةٍ ما، ضع المُحرّر في الحسبان لأنه سيقرأ أسئلتك أيضاً لذا حاول كسبه وإقناعه بعدم وضوح السؤال أو الملاحظة بشكل غير مباشر كي يشعر أن الخطأ من المراجع وليس ضعفاً منك.
أحياناً مايكون المُراجع غير دقيق، كأن يطلب منك تعديل قسم من البحث لأن لغته غير سهلة أو واضحة وهذا صعب جداً عليك. لذا اطلب منه توضيحاً أكثر فهذه هي وظيفته كمراجع لأنه وبطبيعة الحال عندما تعلم أن إحدى جملك غير مفهومة لم تكن لتتركها على حالها في الأساس.
بعض الأحيان يطلب المُراجعين طلبات مستحيلة تستطيع حينها رفضها بلباقة (كأن يطلب إضافة مقطع كامل للبحث و لا يوجد متّسع من الكلمات فقد تجاوزت الحد المسموح سلفاً).
إذا كانت المُراجعات كبيرة، يريد عندها المراجعون رؤيتها وملاحظة الجهد والوقت الذي بذلته في تحسين المقالة طبقاً لملاحظاتهم. فلو كانت التغييرات المطلوبة كبيرة ومؤثرة وكان ردك عليها قصيراً هذا يعني أنك لم تقم بما فيه الكفاية وربّما سيفكرون في رفض بحثك.
التغييرات الكبيرة هي كحذف فقرة كبيرة من البحث أو تغيير ترتيب المناقشات أو إضافة أسئلة بحثية أو كتابة المقدمة أو الخاتمة من جديد. أي نوع من هذه التغييرات يشير إلى أنك بذلت ما بوسعك لتلبية رغباتهم بالتغيير.
بعض الأحيان يطلب منك مراجع حذف فقرة من بحثك بينما يطلب الآخر التعمّق فيها بشكل أكبر، في هذه الحالة قرّر ما يناسبك واستخدم طلب المُراجع الذي اعتمدت عليه للإجابة على المراجع الذي لم تلبي طلبه.
لكن كن لطيفاً ووضح للمراجع أنك تفهم رغبته وقد أطلت شرحك عن الموضوع طبقاً لرأي المُراجع الآخر وبذلك يصبح الموضوع مفيداً وواضحاً أكثر.
إياك أن تظهر في ردك أنك قد مللت أو سئمت من التدقيق والتعديل وأنجزت ما فيه الكفاية، لا بل على العكس حاول بث الشعور فيهم أن هذه قضية طويلة تستغرق وقت وجهد وأنت جاهز لأي طلب جديد.
في النهاية مهما كان المُراجع مُجحفاً أو متطلّباً فهو يقوم بعمل تطوعي لا يؤجر عليه وعليك الالتفات لهذا الأمر جيداً. لهذا من الجميل أن تنتهي رسالتك بشكر مجدد للمُراجعين وتثمين وقتهم وجهدهم المبذول في تدقيق ومُراجعة ورقتك البحثية.