تنقسم الأبحاث إلى نوعيين رئيسين وهما الأبحاث الكمّية والأبحاث النوعية والتي سنتكلّم عنها في هذا المقال
نبذة عن البحث النوع (الكيفي)
- تتضمن الأبحاث الكيفية أو النوعية جمع وتحليل البيانات غير الرقمية (نصوص، مقاطع صوتية أو تصويرية) لدرك المفاهيم والآراء والتجارب. يمكن الإستفادة من هذا النوع من البحث لجمع رؤى عميقة حول المشكلة أو سؤال البحث أو من الممكن بواسطتها توليد أفكار جديدة للبحث.
- البحث الكيفي هو نوع من البحث الذي يمكن تسميته بالبحث "الاستكشافي" لأنه استكشافي بطبيعته ونتائجه وصفية أكثر من أنها توقعية. في هذا النوع من البحث، يستكشف الباحث العملية أو الظاهرة ليفهم الأسباب الكامنة وراءها و الآراء والدوافع الباطنية ثم يكتب ورقته البحثية ليصف الحالة.
- يُُستخدم هذا النوع من الأبحاث عادةً في العلوم الإجتماعية والإنسانية وفي مواضيع كعلم الإنسان وعلم الإجتماع والتربية والتعليم وعلوم الصحة والتاريخ وغيره.
نموذج عن أسئلة الأبحاث النوعية:
- كيف تكوّن وسائل التواصل الإجتماعي شخصية الطفل؟
- ماهي العوامل التي تساعد على احتفاظ الشركات الضخمة بموظفيها؟
- كيف يستطيع المعلمون طرح القضايا الإجتماعية ضمن دروسهم التعلمية؟
مناهج البحث النوعي
يُستخدم البحث النوعي لفهم تجارب الناس حول العالم. يوجد العديد من المناهج لإجراء هذا النوع من البحث إلا أن معظم المناهج تتسم بالمرونة والتركيز الكبير على امتلاكها معاني عميقة عند ترجمتها كبيانات.
المناهج الشائعة تشمل علم الإنسان وعلم الأرض والبحث الإجرائي و بحث الظواهر والأبحاث السردية. تتشارك جميعها في العديد من النقاط المتشابهة إلا أن كلاً منها تمتلك أهدافاً وأوجهاً مختلفة.
المنهج |
ماذا يتضمن |
نظرية الأرض |
يقوم الباحثون بجمع البيانات الهامة والكثيرة حول موضوع البحث ومن ثمَّ يطورون نظرية بشكل استقرائي
|
علم الإنسان |
يقوم الباحثون بزجًِ أنفسهم في مجموعة أو منظمة كي يستطيعوا فهم ثقافتها |
البحث الإجرائي |
يتعاون الباحثون والمشتركون في ربط النظرية مع الممارسات لقيادة مسيرة التغيير الاجتماعي
|
بحث الظواهر |
يقوم الباحثون بالتحقيق في ظاهرة أو حدث معيّن من خلال وصف وفهم تجارب المشتركين |
البحث السردي |
يختبر الباحثون كيفية رواية القصص كي يفهموا طريقة استقبال وفهم المشتركين لتجاربهم |
كل من هذه المناهج تستخدم طريقة أو أكثر في جمع البيانات. وأشهر هذه الطرق هي كالآتي:
- المقابلات الفردية: المقابلة هي المحادثة الكلامية بين شخصين بهدف جمع المعلومات المرتبطة بغرض الدراسة. في هذا النوع من جمع البيانات يتم تحضير بعض الأسئلة مسبقاً، يتم سؤالها من الجمهور الهدف بشكل فردي.
- المجموعات المحدّدة: هي طريقة مشابهة لسابقتها إلا أن المقابلة تكون في نطاق أوسع. في هذه الطريقة لا نتعامل مع فرد واحد بل مع مجموعة من الأفراد في حوار جماعي حول موضوع معين يتم رصده و إدارته وتسجيل هذا الحوار من الباحث.
- المشاهدات: هي نوع من جمع البيانات المنهجية. يستخدم فيه الباحثون كل حواسهم لكشف الناس في حالاتهم الطبيعية. يوجد نوعين من هذه المشاهدات التي تستخدم في جمع البيانات الكيفية: المشاركة وغير المشاركة.
- النوع الأول: المشاهدات المشاركة يراقب فيه الباحث الأشياء، الأحداث، الحالات والنشاطات بالتعرّف على الأفراد من الداخل من خلال المشاركة الفعالة في الوضع قيد الفحص. هو/هي يشارك بشكل فعال في العديد من نشاطات المجموعة، يتفاعل مع الأعضاء الآخرين، يعيش حياة الأفراد في المجموعة التي يراقبها ويدرس سلوكهم أو أنشطتهم ليس كمراقب خارجي بل كعضو في هذه المجموعة. هذه الطريقة تتلقى بعض الانتقادات بعض الأحيان لأن حقيقة أن تشعر أنك مراقب من قبل أحدهم قد تدفعك لتغيير سلوكك الطبيعي والتصرّف بشكل مختلف.
- المشاهدات غير المشاركة هي في حال كان المشاهد أو المراقب بعيداً لا يلحظه أحد دون أن يشترك بأنشطة المجموعة. هذا النوع من المشاهدات غالباً ما يتم بواسطة مسجل صوتي أو مسجل فيديو.
4. البحث الإجرائي: في هذه الطريقة، يشترك الباحث بشكل فعال في تغيير الحالة أثناء إجراءه للبحث. في البحث الإجرائي يعمل الباحثون كمصممين و أصحاب مصلحة، يعملون مع الآخرين ليقترحوا مساراً جديداً من الأفعال ليساعدوا مجتمعهم في تطوير استراتيجياته، نشاطاته ومعرفته لبيئته التي يمارس نشاطاته فيها.
في النهاية فإن البحث النوعي والذي يتم اجراءه في العالم الحقيقي في المسار الحقيقي للقضايا هو أمر بالغ الأهمية لأنه يسمح للباحثين أن يتجاوزوا لغة الأرقام و يقدموا مساعدة في فهم القضايا من وجهات نظر الأفراد المتأثرين. لذا سنحصل على فهم أعمق للأسباب والمشاعر والدوافع لدى المشتركين.