هي إحدى أركان نشر المقالات العلمية في وقتنا الحالي وتتبنى هذه الطريقة غالبية المجلات العالمية في تقييم الأبحاث بجميع اللغات.
هي الإختبار والفحص الدقيق للورقة البحثية أو المقال في اختصاص معين من قبل خبراء في نفس المجال (أقران) قبل نشره في المجلة.
يعود لزمن أقدم بكثير من المجلات العلمية حيث يظن العديد من علماء التاريخ أن مراجعة الأقران كانت الوسيلة التي يستخدمها علماء اليونان لتقييم أعمالهم العلمية واكتشافاتهم. أول من وصف عملية مراجعة الأقران هو اسحاق ابن علي الرحوي في كتابه أخلاقيات الفيزيائي في آواخر الألفية الميلادية الأولى. في ذلك الكتاب قد بيّن اسحاق أن على الفيزيائيين كتابة ملاحظات حول حالة مرضاهم الطبية عند كل زيارة. بعد العلاج يتم فحص الملاحظات من قبل مجلس مختص من الأطباء للتأكد من أن الطبيب كان مُلتزماً بالمعايير الطبية والعلاجية الواجب مراعاتها وإلا فعليه أن يخضع لمحكمة طبية لمسائلته عن إساءة تعامله كطبيب.
هم باحثين مستقلين متطوعيين من نفس المجال يتأكدون من أصالة المقال وصحته علمياً وأهميته وذلك لمساعدة محرري المجلات في اتخاذ القرار برفض أو قبول المقال.
الهدف: المحافظة على المعايير القياسية للمقالات كي يضمن القارئ الإستفادة من المقالة التي يقرأها ويتمكن من الإعتماد عليه.
ما هي المعايير المهمة بالنسبة للمجلة والواجب على مُراجعي الأقران تفقدها؟
عندما يتم إرسال المقال للمجلة يتم التأكد من مطابقة المقال مع معايير المجلة للنشر وبعد ذلك يقوم المحررون بإرسال المقال لخبراء ومسؤولي مراجعة الأقران وبعد انتهائهم من المهمة عليهم تقديم تقرير للمحررين حول مضمون المقالة العلمي. عددهم يختلف باختلاف الموضوع ويتراوح غالباً بين مراجع إلى أربعة مراجعين. يتم اختيارهم من قبل المحرّر بناءً على خبرتهم وشهرتهم في هذا المجال.
- مراجعة مفردة التعمية (single-blind): هنا يعرف المراجعون أسماء المؤلفين إلا أن المؤلفين لا يعرفون من راجع مقالتهم والأمر الجيد في هذه الحالة أن المراجع لن يكون خجلاً من إلقاء أي ملاحظات ولو كانت قاسية في بعض الأحيان وذلك لأن الكاتب لن يتعرف عليه.
- مراجعة مزدوجة التعمية (double-blind): هنا لا أحد من الطرفين يعرف الآخر وبهذا يمكن تجنب أي نوع من التحيز من طرف المراجعين تجاه بعض المؤلفين. إلا أنه في بعض الأحيان يمكن للمراجع التعرف على المؤلف من طريقة كتابته إذا كان من نخبة الباحثين لذا حتى إخفاء اسم المؤلف لن يفيد في بعض الأحيان.
- مراجعة مفتوحة (open peer): اسم المؤلف واسم المراجع ظاهر وفي حال الموافقة على نشر المقالة فعندها سيرفق اسم المراجع بالمقالة أيضاً.
- المراجعة الشفافة (transparent peer): هنا يعرف المراجعون أسماء المؤلفين إلا أن المؤلفين لن يتعرفوا على أسماء المراجعين حتى يقوم المراجع بالتوقيع على التقرير الذي أرفقه بالمقال. إذا تم الموافقة على المقال و عُرضَ للنشر فعندها سوف يرفق تقرير المراجع المجهول مع المقال.
تختلف نوع المراجعة باختلاف المجلة فكل مجلة تمتلك أسلوب مفضل لمراجعة الأقران. لذا قبل النشر يجب أن تحدد إذا كان هذا العامل مهما بالنسبة لك فعندها عليك اختيار المجلة التي تُناسبك.
نادراً ما يتم قبول المقال مباشرةً وفي معظم الحالات يتم رد المقال لإعادة تدقيقه وتصحيح الأخطاء أو المشاكل التي لاحظها المُراجعون.
إن مراجعة الأقران جزء لا يتجزأ من عملية النشر العلمي والتي تؤكد صلاحية المقالة للنشر: عندما تخضع الورقة البحثية لمراجعة الأقران تصبح:
حتى وإن تم التعتيم على اسم المؤلف فطالما المُراجع والمؤلف هما باحثين في نفس الإختصاص فهناك احتمالية جيدة بتعرّف المُراجع على المؤلف وعندها يُمكن أن ينحاز المُراجع لطرف المؤلف ويوافق على بحثه دون التدقيق الجيد أو من الممكن أيضاً ولأسباب اجتماعية أن يرفض بحثه حتى وإن كان مطابقاً للمواصفات للمثالية للبحث العلمي.
حتى إذا تلقت هذه الطريقة انتقادات لاذعة من البعض إلا أنه وإلى الآن لا يوجد بديل فعلي لها. لكن يوجد بعض المحاولات التي بُذلت من بعض المؤسسات في سبيل تطوير طريقة مراجعة الأقران ونذكر أهمها:
بحث مراجعة الأقران طويل جداً لن نكتفي هنا تستطيع مراجعة الروابط التالية لتتمة البحث: