إن الكثير من طلاب الكتوراه يأملون بنشر أول كتاب لهم من خلال إجراء بعض التعديلات البسيطة على أطروحتهم ولكن عليهم بالبداية أن يدركوا الفرق بين الأطروحة والكتاب كي يستطيعوا إجراء التغييرات المناسبة ليستطيعوا نشر كتابهم نطاق واسع.
بما أننا تحدثنا عن الاطروحة بشكل مطوّل وتخصصي هنا فلا داعي للتكرار والتكلّم عن خصائصها بشكل مطوّل وسنكتفي بالحديث عن الكتاب ومايميّزه عنها
1. الجمهور:
الأطروحة: إن السبب الرئيسي في كتابة الأطروحة هو الحصول على درجة الدكتوراه ولذا لا يهم الباحث هنا إلا القبول الرسمي من الأساتذة الجامعيين الذين لن يتجاوز عددهم الثلاثة وبالتّالي لا يهمك الإقبال الواسع على قراءة الأطروحة، والمخاطب هم أساتذة جامعيين ذوو مستوى علمي عالي أي لا داعي للتوضيحات المبسّطة فهم غالباً لديهم إطّلاع كافي عن بحثك قبل ان تبدأ بكتابته حتى.
الكتاب: المخاطب هنا مهم جداً لأن الهدف هو الإنتشار الواسع للكتاب وتحقيق النتائج المرجوّة وبالتّالي قبل البدء بالتعديل على الأطروحة عليك أن تسأل نفسك: ماهو المستوى الاكاديمي للقارئ؟ وهل أحتاج لإضافة بعض الفقرات أو حذف بعضها كي يسهل عليه استيعاب المعلومات؟ هل أحتاج لإضافة صور مساعدة على فهم المضمون؟ هل هناك داعٍ لتفسير بعض المصطلحات التخصصية التي لم أشرحها في الأطروحة؟
أجوبة هذه الأسئلة ستضمن الإنتشار الواسع لكتابك والرغبة المتزايدة في اقتنائه وبالتّالي تحقيق الأرباح والشهرة التي تسعى إليها.
2. إن الأطروحة وكما ذكرنا تخصصية جداً أما الكتاب فالهدف منه هو الوصل لقرّاء أقل درجة في المستوى التعليمي أو البحثي لذا يجب أن تكون اللغة المكتوبة أبسط وأسهل كي تجذب عدداً أكبر من القرّاء.
3. عادة لا يقرأ الأطروحة أكثر من مئة شخص بينما لا يجب أن يقل عدد قرّاء الكتاب عن 500 وإلا فلا فائدة من نشر الكتاب في الأساس.
4. تحتوي الأطروحة على كثير من المستندات (لإثبات الأصالة) أما الكتاب فيشير إلى المصادر المتعددة لتساعد القارئ على فهم الموضوع بشكل أكبر.
5. عادة ما تكون الأطروحة تحتوي على عدد صفحات أكبر بكثير من الكتاب وبالتّالي عند تغييرها عليك تقليص المحتوى دون التأثير على المضمون والمفهوم العلمي للموضوع.
التفاصيل: