أصبح نجاح الطالب والباحث يقترن بعدد المقالات المنتشرة له في المجلّات العلمية المُحكّمة لكن لماذا؟
إن كتابة الأوراق البحثية وأطروحات الدكتوراه ونشرها في المجلّات العالمية المحكّمة والمؤتمرات هو الثمرة التي يجنيها الباحث من العمل الذي استغرق معه الكثير من الوقت والذي قد يصل أحياناً إلى سنين عدة.
إن النشر في المجلّات العالمية الرصينة المُحكّمة كمجلّات سكوبوس (Scopus) و(ISI) أو (PubMed) يقدّم للباحث العديد من الفرص:
كتابة مقالة ومن ثم مرورها بمرحلة مراجعة الأقران ومراحل التحرير اللازمة غالباً ما يكون أمراً شاقاً ويستغرق وقتاً طويلاُ. ودائماً ما يتساءل الطلّاب هل لهذا العمل الشاق من ثمر في النهاية؟ فطالب البكالوريوس لديه من المشاغل والتكاليف والامتحانات ما يكفيه لاستنزاف طاقته ولن يستطيع تحمل المزيد خصّيصاً في حال كان المزيد بلا نتيجة تُذكر.
على الرغم من ذلك كلّه فأن تنشر مقالاً علمياً محكّماً وأنت لاتزال طالب بكالوريوس سيعود عليك بالكثير من الفوائد والفرص المستقبلية التي تستحق بذل هذا العناء لأجلها. فيما يلي سنقدّم لك أهم الأسباب التي ستحفّز أي طالب على النشر في المجلات العلمية:
إن عملية البحث والكتابة ومن ثم تحرير ونشر المقال للمرّة الأولى سيقدّم للمؤلّف نصائح هامّة جداً حول كيفية تطوير مهاراته وتلافي نقاط الضعف الموجودة في كتاباته. التعرّف على هذه الأمور سيساعدك كثيراً في المراحل الدراسية القادمة أي في الدراسات العليا وحتى في تخصصك المهني.
إن البحث العلمي هو حاجة أساسية وإحدى المتطلبات في كثير من الاختصاصات والتعامل مع هذه العملية في مرحلة البكالوريوس ستجعل الأمر مألوفاً بالنسبة لك وهذا سيعطيك أفضلية في المراحل القادمة المهنية والتعليمية في حال احتياجك للقيام بذلك مجدداً.
القسم في الكلّية المرتبطة بالمجلّة ستكون في أغلب الأحيان مرتبطة بعملية النشر وستساعد الطلاب في هذه الكُلّيات على التواصل بطريقة غير ممكنة في المحيط والجو العام ضمن المقاعد الدراسية. قد يساهم النشر في المجلات العلمية على تواصل الطالب مع الأساتذة الجامعيين والرواد الباحثين ضمن المجال العلمي أو الأدبي الخاص به.
العمل كعضو في فريق التحرير أو الاشتراك بعملية النشر ككل هو عمل شاق. الكلّية وأرباب العمل وهيئة قبول الطلاب الخريجين يدركون هذ الأمر جيداً أكثر من أي أحد وسيلحظون بالتأكيد أن نشرك للمقالات العلمية في هذه المرحلة المبكّرة دليلٌ على سعيك في أن تصبح عضواً قيادياً وفاعلاً في المجتمع البحثي والمهني بشكل عام.
نشر ورقة بحثية سيضفي على سيرتك الذاتية طابعاً من الإحتراف فالقليل جداً من طلاب المرحلة الجامعية الأولى يتمكنون من الوصول لهذا الإنجاز. هذا سيعطي هيئة قبول طلاب الدراسات العليا وأرباب العمل مُحفّزاً كي يقبلوا طلبك في الإنضمام إليهم كطالب أو موظّف في الشركة. بالإضافة لهذا فإن كتابة مقال ستساعدك في كتابة نموذج عن بحثك الذي تريد القيام به في الماجسيتر في طلب التقديم على الجامعة الهدف.
عملية نشر الورقة البحثية ستساعد في إنارة الدروب على الفرص المستقبلية التي لم تكن في الحسبان ربما. ومن الممكن أن تدفعك لمتابعة مسيرة النشر والتقدم في المسير العلمي ودراسة الماجستير ومن ثم بعده الدكتوراه . وعلى العكس من الممكن أن تدفع طلاب آخرين لتجنب هذا المسير. العمل مع الكُلّية والطلّاب الباحثين الآخرين سيسمح للطلاب بدخول جو المجتمع البحثي وهذا الأمر سيقدّم لهم لمحة عن العمل المستقبلي الذي ينتظرهم في حال اختاروا هذا المسير. في النهاية سيكون هذا الأمر مساعداً للطلّاب باختيار مسيرهم الدراسي و المهني في نفس الوقت.