إن خاتمة الشهادات العلمية هي هذه الرسالة فماهي أطروحة(رسالة) الدكتوراه؟
البعض يلقّبونها بالرسالة (على الرغم من أن التسمية الصحيحة هي الأطروحة إلا أن كثير من دول العالم وبينها الدول العربية تطلق على كلا المشروعين في الماجستير والدكتوراه بالرسالة).
الأطروحة هي المشروع البحثي النهائي لإتمام درجة الدكتوراه في اختصاص معين. تقوم بعرض النتائج والإكتشافات التي توصّل إليها طالب الدكتوراه للإجابة على سؤال البحث الذي اختاره لنفسه.
اختبار قدرات الطالب البحثية التي اكتسبها خلال سنين الدراسة الطويلة في المراحل الجامعية المختلفة ويساعد هذا التقييم على إعطاء الطالب الدرجة التي يستحقها في شهادة الدكتوراه. على الرغم من أنه عادة وخلال المراحل الجامعية يستعين الطالب بالأساتذة إلّا أن عليه في الأطروحة البحث بمفرده وصرف الكثير من الوقت والطاقة والجهد لإكمال البحث بأفضل صورة (هذا لا يعني أنه لن يسأل أي أحد أثناء إنجازها إلا أن الأجوبة ستكون مختصرة وعليه التفكير والبحث بشكل عميق والإعتماد على قدراته ونفسه).
بالنسبة للكثير من الطلّاب فهي المرحلة الدراسية أو البحثية الأصعب بالنسبة لهم طوال الأعوام الطويلة من الدراسة التي قضوها منذ المراحل الأولى في المدرسة وحتى بداية مرحلة الدكتوراه وهي أيضاً أهم مرحلة فيهم وثمرة الجهد والتعب الذي بُذل للوصول لهذه المرحلة المتقدّمة من المستوى العلمي فلذا تحتاج بحثاً طويلاُ في المكتبات الورقية والرقمية (قواعد البيانات). لكنّ هذا الجهد لن يذهب هدراً وسترى ثمره سريعاً بعد النجاح في تقديم هذه الأطروحة وحصولها على القبول من الأساتذة الجامعين وبالتّالي أصبحت فرداً من النخب العلمية القادرين على الإكتشاف والبحث ومناقشة المواضيع الحسّاسة في اختصاصك ولربّما تكون هذه الأطروحة بداية لشهرة عالمية من خلال تحويلها إلى كتاب أو أن البحث الطويل سيولّد فيك حب هذه المهمّة الصعبة وتنتخبه مهنةً لتعمل في أهم مراكز الأبحاث العالمية وتنشر مقالاتك وأبحاثك في أهم المجلّات العالمية.
يختلف نوع الأطروحة باختلاف مجال دراستك، أحد أهم تصنيفين للأطروحات هما الأطروحة التجريبية والأطروحة غير التجريبيبة:
الأطروحة التجريبية: هي النوع الذي يحتاج لجمع البيانات (مثلاً في حال كانت درجة الدكتوراه التي تحضّر أطروحتها هي في علم النفس). في هذا النوع عليك أن تجمع من خبرتك العملية وتستند للمعايير الأخلاقية في البحث والتجربة عند جمعك لهذه البيانات من أفراد المجتمع. قد تعتمد الأبحاث التجريبية في علوم الحياة والعلوم الطبيعية اعتماداً كلّياً على العمل المخبري.
الأطروحة الغير تجريبية: تعتمد على البيانات والنقاشات الموجودة من أعمال الباحثين الآخرين. أي أن إنجاز هذه الأبحاث يحتاج أن تمضي وقتاً طويلاً جداً بقراءة الكتب والمقالات. المطلوب منك هنا ليس وصف ما قاله الآخرون حول الموضوع بل تحليله بصورة نقدية واكتشاف تطبيقاته العملية إن وجدت. (هذا النوع هو بالظبط هو مشابه لأنواع مقالات المراجعة المختلفة).
لا يهم نوع الأطروحة الذي اخترته، ففي أي نوع عليك أن تعرض للأساتذة المحكّمين مايلي:
يختلف هذا الأمر تبعاً للمجال ولبلد الدراسة لكنّه عادة بين ال10000 إلى 12000 لمرحلة البكالوريوس و15000 إلى 25000 لمرحلة الماجستير ويصل لل50000 في مرحلة الدكتوراه.
في حال كانت أطروحتك مخصّصة للدكتوراه عندها ستحتاج لحضور جلسة تدعى جلسة مناقشة رسالة الدكتوراه أو جلسة الدفاع كما يسمّيها آخرون. تقوم خلال هذه الجلسة بعرض مختصر لعملك أمام أستاذين أو ثلاثة من أساتذتك الجامعيين وبعد العرض ستبدأ لجنة التحكيم هذه بسؤالك بعض الأسئلة حول أطروحتك وعليك الإجابة عليها لإثبات أن هذه الأطروحة من تأليفك كي تحصل على علامة النجاح في نهاية هذه الجلسة. تدوم الجلسة عادة مايقارب الساعتين ويمكن تشبيه عمل هؤلاء الأساتذة كزبدة مايقوم به المحرّرون والمحكّمون عند إرسال مقال إلى مجلّة علمية محكّمة.
لا داعي للقول بأنه عند الإستفادة من خدمات شخص أو شركة ما في كتابة الأطروحة سيظهر هذا الأمر جليّاً في جلسة المناقشة وستُحرم حينها من الحصول على درجة الدكتوراه. لكن هذا لا يعني أنه من غير الممكن الإستعانة بأحد عند الكتابة لا بل على العكس فلا مانع من طلب مساعدة من صديق أو زميل في حل مسألة ما مرتبطة بالأطروحة أو أخذ بعض النصائح المهمّة من أستاذك المشرف أثناء تحضيرها.
بالنسبة لأقسام أطروحة الدكتوراه فهو لا يختلف كثيراً عن المقال العلمي المحكّم وبالتّالي يمكنك الإطلاع على المقال التالي للتعرّف على أقسامه الرئيسية: