سنتعرّف في هذا المقال على أهمّية رسالة الماجستير وأهدافها وطريقة كتابتها:
هي مجموعة من الأوراق البحثية الأصيلة التي يدوّنها طالب الماجستير في نهاية هذ المرحلة الدراسية بعد بحث مطوّل حول موضوع ما بإشراف أستاذه الجامعي. تتشابه رسالة الماجستير مع أطروحة الدكتوراه إلا أن الأطروحة أطول منها بكثير. يمكن نشر رسالة الماجستير في مجلّة علمية محكّمة بعد إجراء بعض التعديلات، إلا انها أطول من الأوراق البحثية المعتادة لذا على الطالب تقليصها واختصارها لتتناسب مع معايير الأوراق البحثية القابلة للنشر في المجلات المحكّمة.
يعتمد ذلك على الإختصاص والبلد، إلا أنها عادة تتراوح بين ال40 إلى 80 صفحة ويستغرق الطالب ما يقارب السنة في كتابتها في الحالة الطبيعية.
فكّر في أهدافك من كتابة هذه الرسالة أولاً:
لأنك ستُمضي الكثير من الوقت في كتابة رسالة الماجستير لذا عليك أن تفكّر مليّاً بالموضوع بناءً على هدفك من كتابة الرسالة. يوجد أسباب عدّة تدفع الطّالب لكتابة الرسالة وهي كما يلي:
يجب ان تكون الخطوة الأولى للبدء في الكتابة هو التفكير بتخصصك الدراسي ككل، ماهي الثغرات الموجودة في هذا العلم وهل تستطيع حل أحد المشاكل المتعصية أو طرح أفكار جديدة تسهم في تطور هذا التخصص؟ مالتحليلات الممكن أن تطرحها؟ حاول الجمع مابين ما تعلّمته أثناء دراستك الجامعية وما أحببته في اختصاصك فجمع هذين الإثنين سيؤدي إلى كتابتك لرسالة مميزة مرتبطة باختصاصك وممتعة بالنسبة لك.
بين المواضيع المحتملة التي حصلت عليها في الخطوة السابقة اختر أفضل موضوع يناسب أهدافك في الخطوة الأولى وضع أولوياتك أولاً. عند اختيار الموضوع يجب أن تمتلك فكرة واضحة عن كيفية الدفاع عنه (مناقشته) أمام لجنة التحكيم المؤلفة من الأساتذة الجامعيين.
لأن رسالة الماجستير أو أطروحة الدكتوراه أو المقال العلمي المنتشر في المجلّات المحكّمة لا يختلف كثيراً فلذا لقد فصّلنا كيفية اختيار سؤال البحث في المقال التالي ولا داعي لتكرار الحديث عنه :
للإجابة على سؤال البحث الاصلي عليك القيام بالأبحاث الضرورية. اقرأ النصوص المختلفة من مقالات وكتب وغيرها وأجرِ الأبحاث اللازمة للإجابة على سؤال البحث. كما نعلم يوجد نوعين من الأبحاث بشكل عام وهما الأبحاث التجريبية والتي يحتاج الباحث فيها لجمع البيانات الأصيلة من عيّنة البحث سواءً كانت إنساناً أو كائنات حيّة أو غير حيّة وأما النوع الثاني فهو جمع البيانات الموجودة والمدوّنة في مقالات وكتب باحثين آخرين ومناقشتها وتحليلها باستخدام وسائل عديدة ويطلق على هذا النوع بالأبحاث الغير تجريبية (هي نفسها مقالات المراجعة المتنوّعة).
اختر المنهج البحثي
تنقسم المناهج البحثية إلى نوعين رئيسين هما المنهجين الكمّي والنّوعي. وظيفة هذه المناهج هي تحليل البيانات الموجودة فكل منهما يعتمد طريقة معيّنة حيث يقوم الباحث بالمنهج الكمي بجمع أكبر عدد ممكن من البيانات وتحليلها لتعميم التجربة على جميع الحالات المشابهة وأما المنهج النوعي فيختص بتجريب بضعة حالات قليلة إلى أن يتبحّر في بحث وتحليل هذه الحالات ومن الصعب تعميم نتائج البحث النوعي على مجموعة كبيرة من العيّنات لأنه لا يفحص سوى حالات قليلة جدّاً. يوجد في المقال التالي مقارنة دقيقة بين هذين النوعين تستطيع الإطلاع عليه للتعرّف أكثر على الإختلافات بينهما:
عادة ما تتألف لجنة التحكيم من ثلاثة أشخاص من المهم اختيار هذه اللجنة بدقّة لأنهم سيستمرّون معك طوال السنة وخصوصاً الأستاذ المشرف فعندما تستعصي أي مشكلة عليك لا بد من مشورته في أي أمر حسّاس مرتبطٍ بالبحث وأما الأستاذين الآخرين فمهمّتهم عادة هي نقد البحث وسؤال الطالب أثناء جلسة الدفاع بعض الاسئلة الهامّة التي تساعد في تنقيح البحث والتأكّد من الجهد المبذول من الطالب ثانياً (أي أن البحث من كتابته بالكامل).
كما ذكرنا سابقاً تتشابه رسالة الماجستير مع المقال العلمي المحكّم وبالتّالي اجزاء هذه الرسالة شبه متطابقة مع أجزاء المقال العلمي ولذا يمكننا استخلاص مقال علمي من رسالة الماجستير بقراءة المقال التالي: