يجب نشر الكتب والمقالات العلمية والأدبية والفنّية حتّى تكون مسك الختام في أي عمل تكتبه فالكتابة هي البذور التي زرعتها وأما الحصاد فهو ردود أفعال القرّاء.
هناك مخاوف يواجهها جميع الكُتّاب، حيث أن جميعنا لدينا خوف من ضغط زر النشر بعضنا بدرجات كبيرة جداً وبعضنا بدرجة أقل. لكن الخوف موجود دائماً.
وبسبب هذا الخوف يقرّر البعض الامتناع عن النشر فلا يؤمنون بأبحاثهم وبالأثر الذي يمكن أن تحدثه فيخفونها عن الناس في مكتبتهم.
إحدى أهم العادات الذي يجب على الباحثين تعلّمها هي نشر أبحاثهم بشكل دائم وعدم ترك أي من الأبحاث مخفية عن مجتمع القرّاء.
مراجعة العمل وتحسينه أمر جيّد لكن كم مرة عليك أن تراجعه في النهاية عليك أن تتحلّى بالشجاعة والجرأة وضغط زر النشر لترى النتائج.
يجب عليك الاستماع لنصائح القرّاء من العامّة أو من المُحررّين و المحكّميبن في حال كنت تنشر مقالاً علمياً. هكذا تستطيع القيام بالمراجعة وتحسين البحث ليصبح بأفضل صورة ممكنة في النهاية وكما يقول المثل الشعبي "رأيان أفضل من رأي" فبعض النقاط أو الأخطاء البسيطة قد لا تنتبه لوجودها دون مساعدة احد.
ربّما لن يكترث أي أحد بعملك، لكن هذا الأمر في حد ذاته هو نصيحة لك كي تدرك أن الموضوع الذي نشرته أو الأسلوب الذي استخدمته لم يرق للجمهور ولم يصل للمستوى المطلوب كي ينال إعجاب القرّاء وعليك بذل جهد أكبر في المرّة القادمة لتلافي الأخطاء المحتملة أو البحث عن موضوع مثير أكثر للقرّاء.
في حال كانت ردود الأفعال سلبية بالطبّع لن يكون الأمر سهلاً عليك لكن كما يقال: ومن يتهيّب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر. فصعود الجبال هنا هو تحمّل ردود الأفعال السلبية وإلّا فمن المستحيل أن كل الكتب التي تنشرها و المقالات التي ستكتبها ستكون محط إعجاب القرّاء، فلم ولن يحصل أي عمل على إعجاب الجميع، فكل فردٍ منا لديه أطباع وآراء مختلفة إلا أن العمل القدير سيتلقّى المدح والثناء كثيراً مما سيجعل الإنتقادات غير مرئية. في النهاية ردود الأفعال هذه هي التي تعيّن موقعك ككاتب بالمقارنة مع عديد الكُتّاب.
تخيّل أن تمضي سنوات في تأليف كتاب ما، ثم لا ينال هذا الكتاب إعجاب أحد. سيكون أمراً محبطاً بالتأكيد لكن هذا الأمر لن يحدث في حال نشرت مؤلفاتك باستمرار.
اقض على الخوف الذي بداخلك
من خلال نشر كل عمل تكتبه دون الإلتفات إلى الانتقادات اللاذعة التي قد تطالك ستكون بهذا تدرّب نفسك على التغلب على الخوف من النشر ويصبح الامر طبيعياً بالنسبة لك.
بعد فترة من الزمن سيكون النشر جزءاً من أجزاء كتاباتك ومؤلفاتك أي أنه سيصبح المرحلة الأخيرة بعد إتمام تأليف الكتاب أو المقال.
بدلاً من الجلوس ومراجعة المقال لآلاف المرّات وكلّ هذا فقط لاتخاذ القرار بالنشر أو لا. مراجعة المقال لعدة مرات ومن ثم عدم النشر سيكون أمراً مفجعاً:
هناك أمر هام ينساه الكثير منّا أن الكتابة بصورة مستمرّة وإن كانت تمتلك فوائد عديدة إلا أن فوائدها لا تُذكر بالمقارنة مع نشر الأعمال والإطلاع على رأي القرّاء وكسب جمهور ينتظر كتاباتنا بفارغ الصبر.
ربما مقالك ليس مثالي، لا أظن أن أي مقال يقترب حتى من المثالية!
كتبت هذا المقال في أقل من ساعة وراجعته لمرّة واحدة فقط. قمت بهذه المراجعة فقط للمحافظة على الحد الأقل من الجودة في كتابتي ومن ثم قمت بالنشر. بعد النشر سأراقب ردود الفعل على كتاباتي إما أن أتلقّى ردوداً جيدة وإما لا وفي هذه الحالةهناك احتمالان:
بعد استقبال هذه النتيجة السلبية عليّ التأكّد هل كان مقالي غير ملفتاً أو جيّدا بما فيه الكفاية؟ وعندها سأنساه وأبدأ بالكتابة عن موضوع جديد.
أما في حال شعرت أنني لم أستطع توضيح وجهة نظري بشكل جيد سأعود لأكتب مقالاً آخر عن نفس الموضوع مجدداً لكن بطريقة أخرى تنال إعجاب القرّاء وتوصل رسالتي لهم بشكل أفضل.
أظنك أدركت الآن أن نسبة فشلي في الكتابة عالية جداً فإلى الآن فقط نسبة قليلة جداً من مقالاتي نالت إعجاب القرّاء. لكن نشري للمقالات بشكل يومي يزداد وبالتالي عدد المقالات الناجحة الجيدة سيزداد بالتأكيد
التجربة هي أفضل معلّم للكاتب والمؤلّف.
"استمر بنشر كتاباتك. اشهد على نجاحها أو فشلها بعينك، وتعلّم ماهو نوع الكتابات أو المواضيع التي تنال إعجاب القرّاء"
لا تدع الخوف يتغلّب عليك ويؤدي إلى فشلك.