بمجرد وصولك لهذه المرحلة يعني أنك قطعت شوطاً طويلاُ البحث وعلى مشارف حصد الثمار. عليك توخي الحذر للوصول إلى نقطة النهاية وهي نشر مقالك في المجلة
الجهد والوقت المبذولين في كتابة المقالة يُوهم الباحث أن المحرر والمُراجع سيُعجبان ببراعته وأسلوبه ويوافقان مباشرة على مقاله، فيبقى متنظراً بفارغ الصبر جواب المجلّة وهو مطمئنٌ كامل الإطمئنان من النتيجة، وبعد مضي فترة من الزمن يتفقد الباحث بريده الإلكتروني ويتلقى الرد: إن المقالة بحاجة لتعديلات كثيرة يرجى إجراءها وإعادة إرسال المقال. يقع الباحث حينها بحالة ذهول لماذا لقد بذلت كل جهدي ودققت كتابتي مرات عديدة من أين ظهرت جميع هذه المشاكل في بحثي.
لا بأس فهذا الأمر يتكرّر يومياً مع جميع الباحثين حول العالم. المحرّر والمُراجع لا يمتلكان وقت كافي لمراجعة المقال بهدوء لهذا وفي بعض الأحيان ربّما يخطئ المراجع بتقديره أو بنصيحته أو أنه لا يمتلك المعلومات بالقدر الكافي حول الموضوع (هذا أمر نادر الحدوث). أما في معظم الأحيان فالأخطاء أو التصحيحات اللازمة نابعة من حب المُراجعين للمثالية لهذا لا يقبلون إلا بعمل متكامل مبني على الأسس والمبادئ البحثية الصحيحة وفقاً لترتيب معين متعارف عليه في المجتمع البحثي. بمخالفتك إحدى هذه المبادئ أو التسلسلات فتأكد أنك ستراها في قائمة التعديلات المطلوبة.والسؤال هو:
افهم المطلوب:
يجب عليك قراءة النصائح والتوصيات بدقة متناهية لفهم أخطائك أولاً وطريقة التعديل ثانياً. لا تتسرّع بالجزم بخطأ المُراجع في نقطة من النقاط بالطبع هم ليسوا معصومين عن الخطأ إلا أن وصولهم إلى مرحلة مراجعة الأبحاث هذا يعني أنهم متفوقون في عملهم وعلى مستوى عالي من المعرفة في هذه الأبحاث ومعظم نصائحهم ستحسّن من مقالتك. أرح نفسك قليلاً بعد وصول النتيجة كي تبتعد عن حالة التذمّر وتقرأ الملاحظات دون أي عواطف. تأكّد أن أسوا عمل تقوم به هو الرد السريع القاسي أو اللجوج، لأن أي نوع من هذا الرد قد يؤدي إلى رفض مقالتك نهائياً.
ابدأ بالرد (عدّل أو دافع عن رأيك)
إحدى أهم وظائف مراجعة الأقران هي دفعك لتقديم بحث أقوى وأشمل. فكّر بهذه التعديلات كفرصة لتحسين مقالتك والذي سيسهم في المستقبل بزيادة اهتمام الباحثين الزملاء بها والاستشهاد بها مما سيرفع من شأنك كباحث.
بعد مضي يوم من قراءة التعديلات اللازمة يكون قد حان الوقت لتبدأ بالكتابة والتعديل.
يجب أن تدرك أن المحرّر سيستقبل ردّك ويحوّله لمُراجع الأقران الذي طلب التعديلات سابقاً. يجب أن يكون ردّك مهذبا وهادفاً ومتوازناً مابين الدقة والشمول على جميع الملاحظات. لا يوجد مكان للأنا في إجابتك وإلا ستقابل بالرفض المباشر.
في البداية إبدأ بشكر المُراجعين ببذل وقتهم في اكتشاف نقاط ضعفك لتحسين مقالك والإرتقاء كي يصل لمستوى النشر في المجلة المطلوبة.
3. اكتب قائمة بالتعديلات التي تم تنفيذها في الورقة البحثية (تأكد منها مرّتين).
كتابة قائمة من أفضل الطرق لعرض التعديلات كي لا يضطر المُراجع قراءة المقالة بالكامل مرة أخرى وبذلك تتفادى أخطاء جديدة ممكن أن يكتشفها.
ضع في القائمة تعليق المُراجع على أي فقرة من الموضوع وإجراء التعديل من عدمه مع الإشارة إلى مكانه إن سمح الأمر وهكذا يدرك المُراجع ويتأكّد من قيامك بكافّة التعديلات بسهولة ويستطيع تقييم تعديلاتك كل واحدةٍ على حدى.
4. تأكد أنه كلّما كان ردّك منظماً كلّما سهُلت المراجعة على الخبير وأعطته انطباعاً جيداً عنك
يجب أن تحتوي رسالة الرد على مايلي:
5. أرسل نسخة جديدة
مانقصد بنسخة نظيفة أو جديدة أي نسخة خالية من أي علامات أو إشارات تعيق القراءة بوضوح أي أرفق الرسالة بملف يحتوي على النسخة الأخيرة والتي تشمل كافة التعديلات دون الإشارة إليها في حال رغب المُراجع بقراءة المقالة مرّة أخرى دون أي تشويش.
إياك أن تدع التوتّر يغلب عليك فمراجعة المقالة أمر سهل في غالب الأوقات، بالنهاية لم يكن المحرّر ليطلب منك أي تعديلات مالم يرى أنها ذات محتوى هام وتستحق النشر.