إن إحدى أهم الصعوبات التي تواجه المجتمع الأكاديمي هي أجور النشر والإشتراك في المجلّات العالمية التي تكون مكلفة جداً في بعض الأوقات، لذا دعونا نتعرّف على قيمتها وعلى الحلول الممكنة لتفادي دفع مبالغ باهظة.
لقد بدأ العلماء بتدوين ونشر أبحاثهم منذ عقود طويلة من الزمن ويوماً بعد يوم أصبح نشر الأبحاث أول أهداف طلاب الدراسات العليا لما له من أهمية ومنافع كثيرة تعود على المجتمع والباحث.
نشر الأبحاث هي العملية الأخيرة التي يقوم بها الباحث لتسجيل النتائج التي توصل إليها باسمه ونشرها بين الباحثين حول العالم كي يستفيد منها المهتمين بهذا المجال، حيث يتم نشر هذه الأبحاث ضمن مجلات علمية مفهرسة في أهم قواعد البيانات العالمية ومنها سكوبس و ISI و PubMed
نشر الأبحاث مهم جداً بالنسبة للباحث والمجتمع على حد سواء، لهذا يتسابق الباحثون في تسجيل نتائج أبحاثهم وبراءات اختراعاتهم عبر كتابة مقالات متينة منظمة تتبع متطلبات وشروط النشر في المجلّات العلمية المحكّمة، وفيما يلي سنوضح أهمية نشر الأبحاث بشكل مبسط:
عادة فإن الباحث أو العالم متفرغ للعمل البحثي لذا فهو مصدر دخله أيضاً، عند القيام بالأبحاث وعدم نشرها لن يستطيع أن يحصل على أي فوائد مادية من هذه الأبحاث ولن يكون لنتائج هذه الأبحاث استفادة في إحدى التقنيات أو الأدوية أو المستحضرات الطبية أو التقنيات الجديدة وبالتالي ستكون مجرد مجموعة من الأوراق الموجودة في مختبر هذا الباحث. إضافة لذلك عندما تكون هذه الأبحاث ذات فائدة عالية تعود على البلد أو الشركات بالنفع المادي فيوجد احتمال كبير أن يحصل على تمويل من خلالها وهذا أيضاُ يتطلب وجود شهرة الباحث المنوطة بنشره للأبحاث في أهم المجلات العالمية. أما بالنسبة للأكاديميين الذين يقومون بالأبحاث بحثاً عن فرصة أكاديمية أفضل من ناحية المرتّب أو المكانة العالمية فإن وجود عدة أبحاث في سكوبس أو ISI كفيل بوصول الباحث لمبتغاه بالتأكيد.
إن التطور البشري هو عملية تكاملية، حيث انتقلت علوم الأجداد إلينا وقمنا بتطويرها شيئاً فشيئاً والأبحاث المسجلة المنتشرة في المجلات هي أسهل وسيلة لعرض الأبحاث على الملأ كي يستفيد منها الباحثين في كافة أنحاء العالم، وبالتالي نشر الأبحاث في المجلات المحكّمة يسرّع من عملية التطور الحياتية باستمرار ويساعدنا في حل الأزمات المختلفة كالأزمات الصحية والاجتماعية وغيرها باعتمادنا على العلم وعلى نخبة المجتمع من العلماء والباحثين الذين يكرسون وقتهم و جهدهم في سبيل قيادتنا للوصول لعالم أفضل.
وللتعرف على مجلات سكوبس يمكنك مراجعة المدونة التالية:
إن المجلات العلمية وكما أي شركة هدفها ربحي، ولأن نشر الأبحاث مهمة صعبة وتحتاج فريقاً دقيقاً ومحترفاً لأن هذه المجلات جميعها سيتم نشرها على المستوى العالمي أي أنها يجب أن تتمتع بجودة عالمية ترتقي للشأن والمكانة العالية الذي تحتلها، لذا من الطبيعي أن تكون أجور النشر مرتفعة بعض الشيء، خصوصاً عندما يتم مقارنة رسوم النشر مع دخل الفرد في الدول ذات الدخل المتدني كأغلب دول آسيا وافريقيا.
تعاملت الدول حول العالم بطرق مختلفة لحل هذه المعضلة لتوفير ظروف أفضل للباحثين في كل بلد، فكل باحث هو مساهم رئيسي في تطور البلد على الأصعدة العلمية والاقتصادية والاجتماعية.
أسعار النشر في المجلّات العالمية لاتؤثر على الباحثين في الدول المتقدمة حيث لا يوجد لديهم مشكلة مالية حقيقية لسببين، الأول هو وجود مراكز بحثية ضخمة مكرّسة لرعاية الباحثين وتمويلهم وثانياً أن دخل الفرد في أغلب تلك البلدان يسمح لهم بتحمّل تكاليف النشر.
للأسف في معظم دولنا العربية والدول الإفريقية تعد هذه مشكلة حقيقية للباحث. حيث أنه لا يُعار هذا المجال اهتماماً من الحكومات لهذا نرى مقدار التخلّف العلمي الذي وصلنا إليه، فدول العالم تتسابق في نشر الأبحاث وكشف النظريات وتسجيل براءات الإختراع ونحن لازلنا منشغلين بقوت يومنا للأسف.
في الدول المتقدمة تقوم بعض الجامعات أو الحكومات بالتعاقد مع دور النشر كي تعرض جميع الأبحاث المنتشرة فيها بالمجّان لطلّاب هذه الجامعة أو حتّى سكّان المدينة أو البلد بأكمله وهذا الأمر غير متوفّر إلا في عدد محدود جدّاً من الجامعات العربية.
بالنسبة لنشر الأبحاث فعلى الرغم من وجود العديد من المجلّات التي تنشر الابحاث المهمّة بالمجّان إلا أنه على الباحث دفع نقود للنشر فيها وأما المجّانية منها فحقوق الملكية والنشر تنتقل للمجلّة وبالتالي لن يستطيع أحد من زملاء الناشر أو أساتذته أو أبناء بلده الإستفادة من البحث إلا بعد دفع رسوم الإشتراك في المجلّة فهي كالحلقة المفرّغة التي لا يمكن الفرار منها.
إن أجور النشر في المجلّات العالمية متفاوتة جدّاً فهذا الأمر يعتمد على نوع البحث والمجلّة وفترة التحكيم وغيرها من الأمور، إلا أنه يمكننا الإشارة إلى أهم نوعين للمجلّات:
بعد الشكاوي العديدة من جمهور الباحثين وبعض المؤسسات والدول من الأجور المرتفعة للاشتراك في المجلّات قامت العديد من دور النشر بعرض قسم من مجلّاتها بالمجّان وتأسست العديد من دور النشر الجديدة الإلكترونية خاصّة التي لا تعرض إلا هذا النوع من المجلّات وتحصل هذه المجلات على أجور نشرها عبر طرق عديدة ومنها:
من الباحث : يقوم الباحث بنشر مقاله في هذه المجلّة بعد دفع رسوم باهظة الثمن قد تتجاوز ال3000 دولار في بعض المجلّات و حقوق النشر في هذه الحالة تبقى بيد الباحث ويستطيع النشر كما يحلو له.
من مركز الأبحاث: يقوم مركز الأبحاث المسؤول أو الجامعة المسؤولة عن الباحث بتحمّل تكاليف النشر في هذه المجلّات لرغبتها بتعميم الفائدة على الجميع.
من شركات تمويل خيرية أو حكومية: تقوم بعض شركات التمويل بجمع التبرّعات من الباحثين لنشر هذه الأبحاث وفي هذه الحالة لا تخسر المجلّة أي نقود بنشر البحث بالمجّان ولن يضطر الباحث لدفع رسوم نقدية طائلة تلقاء نشر بحثه الذي أمضى وقتاً طويلاً في كتابته.
هذا النوع من المجلّات يتطلّب دفع رسوم اشتراك لمطالعة المقالات بالكامل وغالباَ ما تعرض لك الخلاصة وعنوان المقال بالمجّان وهذا النوع عادة لا يطلب أي رسوم نشر من الباحث لأن دار النشر تحصل على النقود من المشتركين بالمجلّة وليس من الباحثين. مراجعة الأقران، أهدافها وطريقة إنجازها في هذا النوع من المجلّات صعب جداً لأن المجلّة لن تنشر موضوعاً بالمجّان قبل أن تتأكد أن هذا الموضوع هو مطرح للجدل ويثير اهتمام الباحثين حول العالم فهي بالنهاية تسعى وراء الربح ولن يتحقق الربح المطلوب إلا إذا اشترى هذا المقال العديد من القرّاء.
يصبح البحث في متناول الجميع حول العالم وبالتالي هناك إمكانية عالية من الاستشهاد به بكثرة وفرصة الاقتباس قد تتضاعف بالمقارنة مع ذات رسوم الاشتراك.
يشير البعض إلى أن النشر في هذه المجلّات غالباً ما يكون أسهل من النوع الأول لأن دار النشر تتقاضى أجوراً مادية جيدة عند النشر فبعضها تتغاضى عن بعض المشكلات في المحتوى العلمي كثيراً. في النهاية يجب التمعّن جيداً في آلية اختيار المجلة المناسبة لورقتك البحثية كي يكون اختيارك موفقاً وتصل لما تريده من نشر الورقة البحثية بما يتناسب مع ميزانيتك.
إن القضية معاكسة هنا فالمجلّات ذات الوصول المفتوح مجّانية بالكامل لجميع الأفراد حول العالم وهذا يؤدي لازدهار العلم ومواكبة التطورات دون الحاجة لدفع رسوم طائلة.
أما المجلّات ذات رسوم الإشتراك تختلف من مجلّة لأخرى ودار نشر لأخرى وعادةً ماتكون عالية جداً خصوصاً لمجلات سكوبس وأنواع مجلات ISI حيث أن الإشتراك في سكوبس بكامل محتوياته يكلّف سنوياً 140 ألف دولار وفي عام 2019 كانت تكلفة الإشتراك في شبكة العلوم 212 ألف دولار!
تقوم مراكز خدمات الأبحاث بتوفير حلول اقتصادية تناسب الأعزاء الباحثين من ذوي الدخل المحدود الذين دائماً ما يحول العامل المادي دون بلوغهم ما يريدون ويمنعهم من تنفيذ أو نشر الأبحاث التي يتطلعون إليها. لذا سعينا جاهدين إلى التعاون مع مجلات مرموقة ذات أجور نشر مناسبة لجميع الفئات المجتمعية ولاسيما الطلاب الأعزاء، وهكذا لن يكون نشر الأبحاث حكراً على أصحاب الدخل المادي المرتفع وسيكون بمستطاع أي باحث نشر بحثه في مجلة محكمة تضمن وصوله إلى العالمية وتحقيق رغباته التي يطمح إليها منذ زمن.
لتسجيل طلب نشر بحث في مركزنا، لابد من ملء البيانات في الأسفل وإرسال الطلب وسيتواصل معك مسؤول الدعم بعدها على وجه السرعة.
مركز الابحاث والمنشورات العلمية الأوروبي
تماشياً مع ظروف الدول العربية الصعبة بالمجمل قام ESRPC بالتعاون مع عدد كبير من المجلات العالمية المحكّمة من التصنيفات المختلفة كي تتناسب مع ظروف الباحث العربي، وهذا أقل مايمكن تقديمه للمساهمة في تطور عالمنا العربي والخروج من هذه الأوضاع الصعبة. ماعليك إلا التواصل معنا أو تسجيل طلبك مباشرة عبر الضغط على الرابط في الأسفل كي نوافيك بكافة التفاصيل المرتبطة التي تحتاجها.
يوجد عدد جيد من المجلات التي لا تتقاضى أجور على النشر، إلا أنه لديها شروط صارمة في قبول المقال، لهذا قبل إرسال البحث لهذه المجلات يجب تفحص البحث بدقة والتأكد من ثراء محتواه العلمي وخلوه من كافة أنواع الأخطاء البسيطة.
سكوبس من أهم قواعد البيانات العلمية التي تحتوي على ملايين المقالات والمراجعات والتي تعتبر مصدر علمياً موثوقاً تعتمده معظم الجامعات العالمية المرموقة.
لنشر الأبحاث فوائد عدة تعود على الباحث والمجتمع، فمن فوائده للباحث هو شهرته وتسجيله في قائمة الباحثين الناشرين والتي ستحقق له مكاسب معنوية ومادية وسترفع فرصه في الترقّي والحصول على تمويل لأبحاثه. أما بالنسبة لفوائد الأبحاث على العامة فإن هذه الأبحاث تشكل سجلاً للمعلومات والبيانات التي توصل إليها العلماء ومن خلالها سيمضون قدماً لتوفير حياة أفضل وأكثر رخاءً للبشر .
تقريباً لا يوجد فرق جذري بين هاتين القاعدتين فكلاهما قاعدة بيانات موثوقة تنشر الأبحاث المحكمة التي يمكن الاستناد إليها في الأبحاث ولكل منهما معايير صارمة يجب تحقيقها ليحظى البحث بفرصة النشر، كما أن سكوبس يحتوي على أكثر من 70 في المئة من محتويات ISI (كلاريفيت).
لا أبداً، لأن جُل الدول المتقدمة تقوم بدعم هذه المجلات والمراكز البحثية كي تسمح للناشرين بنشر أبحاثهم بأسعار مخفضة أو بالمجان، لذا فإن رسوم النشر الباهظة غير مرتبطة بجودة أو سمعة المجلة.
