قام العلماء بإجراء ملايين الأبحاث عبر التاريخ ومع مرور الزمان توصلوا إلى تقسيم الأبحاث التي تنشر في الدوريات العلمية المحكمة إلى عدة أنواع بحيث صار كل نوع يناسب منهجاً بحثياً وتخصصاً معيناً ولا بد على الباحث من اختيار نوع البحث منذ نقطة البداية كي يسير وفق منهاج معيّن لا يحيد عنه حتى إتمام البحث.
إن ميدان البحث العلمي يحتاج عزيمة وإرادة فالكثير من الباحثين لم يعرفوا نوماً هنيئاً بسبب انشغالهم الدائم بالأبحاث. في ميدان البحث التنافسي وكي تكون أهلاً لهذه المنافسة يجب أن تبدأ بالبحث من عمر مبكّرة في بداياتك المهنية أو بعد حصولك على شهادة البكالوريوس أو حتى قبل ذلك. لهذا يواجه الباحثون في بداياتهم بعض المشاكل حول كتابة البحث العلمي. على الرغم أن البحث الأصلي قد يستغرق سنيناً ليتم إنجازه في بعض الأوقات، إلا أن هذا لا يعني أنه عليك الإنتظار كل هذه المدة لتنشر بحثك الأول في إحدى الدوريات (المجلّات) العالمية.
هناك عدة أنواع للأدبيات العلمية، بعض منها تتطلّب نشر بحثاً أصلياً ويعد هذا النوع مصدراً أولياً (ماهي المصادر الأولية (PRIMARY SOURCES)؟) وبعض منها تعتمد على الأعمال المنشورة سابقاً وهي المصادر الثانوية (ماهي أنواع المصادر الثانوية؟) من المهم أن تمتلك فكرة جيدة حول أنواع المقالات حتى تستطيع النشر في المجلّات العلمية وتستطيع التعرّف على نوع المقال المناسب لبحثك.
ملاحظة: تطلق كلمة الدورية على جميع أنواع المجلّات والصحف أو حتى نشرات الأخبار، أي هي أي شيء ينتشر بشكل دوري فمجلة علمية تعني دورية علمية ولا فرق بين الاسمين.
بسبب كثرة التخصصات وتنوع المواضيع التي تدرسها هذه الأبحاث كان لا بد من تطوير عدة أنواع من الأبحاث كي تناسب مواضيعها ويسهل على الباحث إنجازها بسهولة وفق أصول معينة يلتزمك بها جميع الباحثين، وهكذا يتمكن المجتمع البحثي من الاستفادة منها واستخدام نتائجها واستنتاجاتها للمضي قدماً وتطوير العلوم ومساعدة الجنس البشري على التقدم وتلبية كافة الاحتياجات ومجابهة كافة الأخطار الطبيعية التي تواجهه.
هذا النوع هو الدراسة التفصيلية حول موضوع ما ويعد هذا النوع من الأدبيات الأساسية. يتألف هذا البحث من الفرضية في البحث العلمي، خلفية الدراسة، أدوات الدراسة والمناهج، النتائج، تفسير النتائج، مناقشة المعاني أو الإسقاطات المحتملة للنتائج. مما سبق نستنتج أن الأبحاث الأصلية طويلة والحد الأقل لعدد كلمات بحث أصلي يتراوح بين الـ 3000 إلى 6000 كلمة ومن الممكن أن يصل عدد كلمات البحث إلى 12000 كلمة في بعض المجلّات. لذا عليك تكريس وقت طويل لإنجاز هذا النوع من الأبحاث وبذلك يعد أطول وأهم أنواع الأبحاث.
مقالات المراجعة تُقدم تحليل نقدي بنّاء للأدبيات المنتشرة سابقاً ضمن مجال معيّن، بكتابة خلاصة، تحليل، مقارنة، وغالباً يُضاف لهم العثور على الثغرات والمشاكل ونصيحة مجتمع الباحثين بإجراء أبحاث مستقبلية حول موضوع معيّن مرتبط بالمقالة.
يعد هذا النوع جزءاً من الأدبيات الثانوية لأنه لا يقدّم أي بيانات جديدة من إبداعات الباحث. من الممكن تقسيم مقالات المراجعة إلى ثلاثة أنواع: المراجعة الأدبية، المراجعة المنهجية، التحليل البعدي (التلوي) Meta-Analysis. يختلف طول مقالات المراجعة طبقاً للمجلّة والإختصاص. في المراجعات السردية أو مقالات المراجعة يتراوح طول المقالة من 8000 إلى 40000 كلمة بينما غالباً ماتكون المراجعة المنهجية أقل من 10000 كلمة. على أية حال فإن العديد من المجلّات تنشر مقالات مراجعة أقصر من ذلك وبطول يتراوح بين ال3000 إلى ال5000 كلمة.
يعرض هذا النوع من الدراسات تقارير طبية عن الحالة الصحية لمرضى حقيقين طوال فترة العلاج. هذه الحالات هي أنواع الحالات الملحوظة كالمرضى الذين يعانون من الأعراض الشديدة لمرض بسيط مثلاً أو من تظهر عليهم الأعراض الجانبية لدواء ما. فائدة هذه الدراسة هي مناقشة علائم وأعراض وتشخيص وعلاج مرض ما. تعد هذه الأبحاث من الأدبيات الأولية أيضاً وتعداد الكلمات فيها مشابه للبحث الأصلي أيضاً. هذا النوع من الدراسات تحتاج خبرة عملية كبيرة ونشر هذا النوع من الأبحاث لا يناسب للباحث المبتدأ.
هذا النوع هو أحد أنواع المقالات الطبية أيضاً، حيث أن التجارب السريرية تصف منهجية وتنفيذ ونتائج دراسة تحت السيطرة خضع لها عادةً عدد كبير من المرضى. مقالات التجارب السريرية طويلة أيضاً وهي نفس طول الأبحاث الأصلية تقريباً. التجارب السريرية تتطلّب خبرة عملية أيضاً ويجب أن تراعي الشروط الأخلاقية وتلبي معايير الموثوقية (Validity) والصلاحية (Reliability). بالتالي إنجاز هذا النوع من البحث يتطلب خبرة طويلة في هذا المجال.
مقالات المنظور هي مراجعات للمفاهيم الأساسية والأفكار السائدة في الإختصاص. هذا النوع من الأبحاث يقوم بتقديم وجهة نظر شخصية تنتقد مفاهيم واسعة النطاق تتعلق بمجال ما. من الممكن أن يكون هذا النوع من الأوراق البحثية هو انتقاد لمفهوم واحد أو لعدة مفاهيم مرتبطة ببعضها. يعد هذا النوع من المراجعات من الأدب الثانوي أيضاُ وغالباً ما يكون بشكل مقالات قصيرة لا يتجاوز عدد كلماتها الـ2000 كلمة.
مقالات الرأي هي وجهة نظر الكاتب في تفسير الباحث وتحليلاته والطرق التي استخدمها في دراسة معيّنة. يستطيع المؤلّف بالتعليق على نقاط ضعف وقوة النظرية أو الفرضية. يعتمد هذا النوع من المقالات على النقد البناء ويجب بناء هذا النقد على الأدلة حصراً. تساعد هذه المقالات في طرح النقاشات الهامة التي تخص القضايا العلمية المستجدّة وهي ايضاً من أنواع المقالات القصيرة غالباً.
مقالة التعليق هي مقالات قصيرة بين الـ1000 إلى الـ1500 كلمة والتي تهتم بجذب انتباه العالم أو انتقاد مقال، كتاب، تعليق منشور سابقاً ليوضّح لك أهمية الموضوع وكيف يمكن أن يكون منارة ترشد الباحثين في المستقبل.
يتم نشر مراجعات الكتب في أكثر المجلات الأكاديمية. هدف مراجعة كتاب هي عرض الأفكار والآراء حول كتاب علمي بحثي منتشر حديثاً. غالباً ما تكون مراجعات الكتب قصيرة نسبياً ولا تستغرق الكثير من الوقت. إن مراجعة كتاب هي إحدى الإختيارات الجيدة للباحث المبتدأ كي يبدأ بها مشواره في البحث والنشر في المجلات العلمية المحكّمة، وهكذا سيواكب الأدبيات الجديدة في مجاله وبنفس الوقت ستضيف إلى قائمة المقالات المنتشرة باسمه.
بالطبع لا، حيث تختلف أنواع المقالات باختلاف التخصصات أيضاً. فلا تستطيع كتابة مقال بطريقة التجارب السريرية سوى في الإختصاصات الطبّية. أما البحث التجربي هو نوع مستعمل بكثرة في العلوم الإجتماعية، وبالتالي يجب التأكد أن نوع البحث الذي ستختاره مقبول في تخصصك.
ملاحظة: لا تنشر جميع المجلّات جميع أنواع المقالات. أي أن بعض المجلّات تختص بنوع أو نوعين أو أكثر من المقالات وهذا مرتبط بسياسة المجلّة والتخصص الذي تعرض مقالاته ومن الممكن أن تقتصر نشر الأبحاث في المجلة على نوع واحد من الأبحاث ويمكنك الاطلاع على الأنواع المقبولة في المجلة من خلال مراجعة دليل إرشاد الباحث الذي ستعثر عليه في موقع المجلة الرسمي. ومما سبق نستنتج أنه وقبل البدء بأي خطوة وخصوصاً في حال كنت مضطراً للنشر في مجلة معيّنة لابد من مراجعة المجلة والاطلاع على التفاصيل المتعلقة بنوع الأبحاث المقبولة فيها، ووفقاً لذلك تبدأ بإجراءات البحث. في حال كنت محتاراً حول كيفية اختيار المدجلة المناسبة لبحثك يمكنك مراجعة المدونة التالية
توفر مراكز خدمات نشر الأبحاث العلمية خدمات مميزة وعديدة، إلا أن أهم ميزة هي خدمة اختيار المجلة المناسبة للبحث، حيث يقوم الباحث بإرسال البحث للمركز وبعد مراجعة البحث من فريق من المختصين في المجال نفسه وبناءً على الغاية من نشر هذا البحث ورغبات الباحث، يقوم مسؤول الدعم في المركز عرض الخيارات المتاحة لنشر البحث من بين المجلات المحكمة العالمية المفهرسة وبعد الموافقة على المجلة معينة يقوم المركز بمراسلة المجلة والبدء بإجراءات النشر واطلاع الباحث على عملية النشر خطوة بخطوة حتى قبول البحث ونشره في المجلة المختارة.
تزداد تكلفة النشر في بعض الحالات وأهمها:
التخصص: إن عدد المجلات التي تنشر بعض التخصصات الدقيقة جداً قليلة نسبياً بالمقارنة مع الاختصاصات المشهورة أو العامة نسبياً، لذا عند حصر الخيارات إلى عدد قليل جداً، قد يضطر الباحث لدفع مبالغ أكبر للنشر في إحدى هذه المجلات.
سرعة النشر: بسبب عدد الأبحاث الكبير المرسل للمجلات بشكل يومي، تواجه بعض المجلات صعوبة في تفحص جميع هذه الأبحاث على وجه السرعة، ومن هذا المنطلق وفرت المجلات المأجورة خدمة النشر السريع للباحثين المضطرين على نشر البحث على وجه السرعة بحيث يقوم فريق المراجعين في المجلات في وضع الطلب المستعجل في قائمة الأولويات.
طول البحث: تقوم الكثير من مجلات بوضع حد معين من الكلمات للبحث وتقوم بتعيين ضريبة عند تجاوز كلمات البحث لهذا الحد، لذا عند تدوين الباحث لبحث طويل دون مراجعة شروط المجلة قد يضطر لدفع مبالغ إضافية لنشر بحثه.
مركز الأبحاث والمنشورات العلمية الأوربي
يقوم مركز ESRPC بمساعدة الباحثين من كافة أنحاء العالم بنشر كافة أنواع الابحاث العلمية والأدبية مستعيناً بطاقم من الموظفين المؤهلين من أصحاب الشهادات العلیا في الاختصاصات المختلفة وممن لهم خبرة طويلة في نشر الأبحاث. للتعرف على خدمات هذا المركز ما عليك إلا إنشاء صفحة خاصة بك ومشاهدة وطلب إحدى هذه الخدمات المميزة.
لا، إن كل مجلة تختص بنوع أو عدة أنواع من البحوث دون غيرها، لذا في حال كنت تهدف للنشر في مجلة معينة، فعليك الاطلاع على إرشادات المجلة قبل البدء بالبحث للتأكد من ان طريقة بحثك مقبولة وفق معايير المجلة وقابلة للنشر فيها.
بالطبع لا، حيث أن بعض الطرق مخصوصة لبعض التخصصات ولا تناسب كافة التخصصات، على سبيل المثال فإن التجارب السريرية لا يمكن القيام بها في الأبحاث النظرية كعلم النفس مثلا وهي خاصة بالأبحاث الطبية ومايشابهها.
يتفق أغلب جمهور الباحثين أن مقالات المراجعة هي أسهلها كونها تعد تجميعاً لعدة أبحاث سوية دون إضافات تذكر على المحتوى العلمي للأبحاث المجمعة.
هذا يعتمد على نوع المعلومات والبيانات التي تريد جمعها، حيث يوجد أنواع عدة من المناهج كل منها مناسب لنوع معين من المعلومات وتؤدي دورها بالشكل الأمثل حين استخدامها في مكانها الصحيح.
إن البحوث العلمية هي وسيلتنا الوحيدة للتعرف على الطبيعة والإنسان والكون بشكل عام، فمن خلالها يتوصل الإنسان إلى الحقائق العلمية الضرورية للتقدم ومحاربة الأوبئة والوصول إلى الحياة المثالية التي يرغب الجميع بتحقيقها. نشر هذه البحوث هو الأداة المناسبة لتسريع عجلة هذه البحوث وزيادة موثوقيتها وبالتالي الوصول لحلول المشكلات بشكل سريع ومتقن.